«إذا كنت لا تعتقد أن الانتقال من كيفن مكارثي إلى مايك جونسون يثبت صعود حركة «ماغا»، حيث تكمن القوة الحقيقية في الحزب «الجمهوري»، فأنت غير مدرك للتطورات الحالية»، هذا ما أشار إليه النائب «الجمهوري» عن ولاية فلوريدا، «مات جايتز»، في إطار مقابلة على منصة «بودكاست» مع ستيف بانون، المستشار السابق للشؤون الاستراتيجية للرئيس السابق دونالد ترامب.

فبعد مرور 22 يوماً من فترة شلل سياسي وفشل ثلاثة مرشحين، يظهر أن المرشح الوحيد القادر على توحيد أعضاء الحزب «الجمهوري» في مجلس النواب هو الذي لم يقضِ وقتاً كبيراً في خدمة المنصب ليكتسب أعداءً، مما يعزز مكانته داخل الحزب. مايك جونسون يشترك في الرؤية مع الرئيس السابق دونالد ترامب، ويتميز بسجل تصويت يتقارب بشكل كبير مع عضو مجلس نواب أوهايو، «جيم جوردان».

وعلى الرغم من هذا التوافق، نجح جونسون في جلب دعم جميع «الجمهوريين» الـ 25 الذين صوتوا ضد «جوردان» لمنصب الناطق باسم مجلس النواب. هذا الدعم يعكس الثقة التي يحظى بها جونسون ويعبّر عن توافقه مع توجهات الحزب «الجمهوري»، ويشير إلى راحة أفراد الحزب في اختيارهم للناطق الأكثر محافظة منذ ما يقرب من 80 عاماً.

المحافظون داخل الحزب «الجمهوري»، الذين تسببوا في الإطاحة بالناطق باسم مجلس النواب الأميركي السابق، «كيفن مكارثي» (جمهوري من كاليفورنيا)، في الثالث من أكتوبر، يحتفلون الآن بانتخاب رئيس محافظ جديد. وفي تصريح للصحفيين، أشار النائب بوب جود (جمهوري عن فرجينيا) إلى «وجود مستوى جديد من الثقة في رئيس مجلس النواب، جونسون، غير مسبوق تقريباً. وهذا هو السبب وراء انتخابنا لرئيس جديد، إذ يعتبر شريكاً محافظاً».

يتمحور تركيز «المحافظين» داخل الحزب «الجمهوري» حول ضرورة منح الأولوية للقضايا الوطنية واحتياجات الشعب الأميركي، وذلك من خلال تقليل الدعم الخارجي.

فهم يظهرون اعتراضهم بشدة على المساعدات المالية الضخمة التي تقدمها إدارة بايدن لأوكرانيا، ويشددون على أهمية توجيه الإنفاق نحو البرامج المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يشجعون على الالتزام بالقيم المحافظة، مثل فرض حظر الإجهاض على المستوى الوطني. هذا النهج دفع «جونسون» للتغريد بعد فوزه، حيث قال: «سنستعيد الثقة في هذا المجلس، وسنقدم أجندة سياسية شاملة تعبر عن المبادئ المحافظة. سنواجه السياسات التي نعتبرها سيئة من إدارة بايدن، وسنستعيد الحكمة إلى الحكومة.دعونا نعمل معاً من أجل تحقيق هذا الهدف.».

وبعد انتخاب مايك جونسون، الذي يُعتبر حليفاً لدونالد ترامب ومناصراً لحركة «ماغا»، يُعد السؤال الرئيسي هو: كيف يمكن له الاستفادة من وظيفته الجديدة للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وهناك أيضاً التساؤل المهم حول مدى تأثيره في هذه الانتخابات وما إذا كان ذلك سيؤدي فيما بعد إلى تحويل حركة «ماغا» إلى حزب سياسي مُستقل، أم أنها ستبقى حركة داخل الحزب «الجمهوري» بصفة أساسية؟

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي