اهتمام كبير بالطبيعة في الإمارات بدأ منذ تأسيس الدولة، والنتيجة أنك تلحظ المساحات الخضراء بسهولة، عندما تتجول في مدن الإمارات، التي تخصص مساحات كبيرة للحدائق، وتحرص على تطوير المحميات الطبيعية والبرية.
النهج الذي تعززه الخطط التنموية يمكن اعتباره حلاً جمالياً يجدد الاهتمام بالطبيعة ويعكس الحرص الشديد من الجهات المعنية على تطوير المساحات الخضراء، وتطوير الزراعة. وما يلفت الانتباه أننا نجد مدناً مستدامة في الإمارات تقدم نموذجاً للتطوير العقاري الذي يراعي البيئة.
أقول هذا الكلام مستنداً إلى اهتمام دولة الإمارات بالبيئة الخضراء والبيئة النظيفة المستدامة، واستضافتها لمؤتمر المناخ العالمي (كوب 28)، يمكن أيضاً تعميم هذه التجربة التنموية والاستفادة من دروسها في التخضير الإلزامي على جميع أسطح المباني، وهذا بلا شك سيضيف جمالية خاصة تتميز بها دولة الإمارات عن غيرها، لاسيما وأن دولة الإمارات مهتمة جداً بمكافحة ومعالجة التغيير المناخي والبيئة النظيفة وحمايتها من خلال هذا المؤتمر الدولي المهم.
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول تقدماً وتطوراً في الشرق الأوسط، حيث تشتهر بمدنها الحديثة والمتطورة. ومع التقدم العمراني السريع، تأتي خبرة الإمارات في الحفاظ على التوازن البيئي وجمالية المدن، ومن هنا تأتي ضرورة الاستفادة من تجربتها في تشجير وتخضير المدن.
تعد الأشجار والنباتات أحد العناصر الحيوية في البيئة الحضرية، وتمتلك فوائد عديدة للبيئة والمجتمع، فعلى صعيد البيئة، تعمل الأشجار على تنقية الهواء واستيعاب ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأوكسجين، كما تسهم في تقليل درجة حرارة المدينة وتقليل الانبعاثات الحرارية، مما يعزز الراحة الحرارية ويرفع جودة الهواء، بعد التحذير الأممي من خطورة ارتفاع درجة حرارة الأرض 3 درجات. تعتبر دول المنطقة من أكثر الدول تأثراً بتغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ومع ذلك، فإن الاهتمام بالتشجير والتخضير يمثل استثماراً بيئياً مهماً لمستقبل مستدام، ويمكن أن يسهم التشجير في تقليل الحاجة إلى استخدام المكيفات وتقليل استهلاك الطاقة، مما يؤدي إلى توفير الموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية.
يجب أن ندرك أهمية التشجير والتخضير، إنه ليس مجرد قضية جمالية، بل استثمار بيئي مهم لتحقيق مدن مستدامة وصحية، يمكن للتشجير أن يسهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل درجات الحرارة، وتعزيز الصحة والرفاهية، لذا، يجب علينا جميعاً أن نعمل معاً لتعزيز ثقافة التشجير والتخضير والحفاظ على جمال الطبيعة في المدن.
ولابد من الإشارة هنا بأن ما نطرحه يؤكد رؤية وطموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استطاع في وقت مبكر من بداية تأسيس ونهضة الإمارات، أن يجد حلاً ويحول الصحراء إلى واحات غناء، وأصبحت الإمارات مثالاً حياً ونموذجاً يحتذى به، بل أصبح لهذا النشاط الزراعي احتفالات وجوائز ومعارض ومؤتمرات ومهرجانات، تشجع وتدعم هذا القطاع الحيوي للإنسان والبيئة، وهو قطاع تحرص عليه الإمارات، خاصة في هذه الفترة، التي تحتاج إلى تضافر الجهود، لمقاومة التغير المناخي.
*كاتب سعودي