توصلت المفاوضات التي جرت في «كوب28» الذي انتهت فعالياته أمس في مدينة «إكسبو دبي»، بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى التركيز علي خفض استهلاك الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة وعلى نحو يتيح الوصول إلى النسبة الصفرية (الحياد الكربوني) من الآن، وحتى عام 2050.
سجلت عائدات الدول الخليجية من الطاقة قفزة مهمة خلال العام الماضي، وهذه القفزات الاقتصادية والانخراط في مجالات الطاقة المتجددة، تشير إلى أن دول الخليج تسعى إلى كسب المعادلة الأصعب للتوازن بين نموها الاقتصادي والمساعي المعلنة بالانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، والاتجاه نحو تفعيل طموحات خضراء ودفع استثماراتها في مجالات الطاقة البديلة إلى الأمام، وفي الوقت ذاته تسعى أيضاً وبأولوية معلنة لضمان أمن الطاقة واستقرار الاقتصاد وتجاوز التحديات التي تواكب خفض الإنتاج من الوقود الأحفوري قبل الخوض في أي مسارات بديلة نحو الطاقات المتجددة.
معادلة ينبغى مراعاتها تتمثل في إدارة التحول في مجال الطاقة. وضمن هذا الإطار دعت كبرى الدول المنتجة للنفط، ومن ضمنها الإمارات والسعودية والولايات المتحدة، إلى مواصلة الاستثمار في الوقود الأحفوري لضمان أمن الطاقة، قبل الخوض في أي مسار انتقالي، لذلك أطلقت الإمارات خططاً واسعة واستثمارات متعددة في مجال الطاقة المتجددة للتخفيف من آثار تغير المناخ كإستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تهدف إلى تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات للوصول للحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول 2030، علاوة على إزالة نسبة مساهمة الفحم النظيف لتصبح 0% من مزيج الطاقة مما يحقق لها الريادة في هذا المجال وبالتالي تحقيق مستهدفات الحياد المناخي بحلول 2050، وقد أعلنت مسبقاً أن 50 شركة في قطاع النفط والغاز التي تمثل 40% من الإنتاج العالمي، التزمت بالتخلص من الكربون في عملياتها الإنتاجية بحلول عام 2050، ومن ناحية الرغبة في التحول الطاقي لدى دول الخليج المنتجة للنفط فهي حاضرة وجادة، بما يكفل أمنها الاقتصادي واستدامة ازدهارها والأمن الطاقي وبشكل تدريجي لا يتعارض ومستقبلها التنموي.
في إطار النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والذي اختتم أمس الأربعاء 13ديسمبر الجاري تم الوصول إلى صيغة نهائية وتاريخية، تعهد 198 طرفاً بالإجماع على الحد من الانبعاثات الكربونية ونتيجةً تحترم العلم وتحافظ على تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وإدراج بنود شاملة تتعلق بالوقود التقليدي لأول مرة في نص الاتفاق النهائي مما يسهم في تحقيق تقدم جوهري نحو تنفيذ الأهداف المناخية العالمية وتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيقها.
*كاتبة سعودية