في نهاية الأسبوع الماضي احتفل أكثر من مليار شخص حول العالم بالعام القمري الجديد، والذي يشار إليه غالباً بالعام الصيني الجديد، ينتهي عام الأرنب سريع البديهة ويبدأ عام التنين الناري في عام 2024. يعد المهرجان وقتاً لاجتماع العائلة والأصدقاء وتناول الطعام، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى أكبر هجرة سنوية للبشر في العالم. يمكنك أن تتمنى للأصدقاء والزملاء عاماً جديداً سعيداً بقول: (gong hei Fat choy) باللغة الكانتونية أو (xin nian kuai le) باللغة الماندرينية (اللغة الصينية القياسية). وفيما يلي ما يجب معرفته عن المهرجان والحيوان الخاص بكل برج.

ما هي السنة القمرية الجديدة؟ يتم الاحتفال بالعام القمري الجديد، أو عيد الربيع، في الصين ومعظم أنحاء آسيا، بما في ذلك كوريا وفيتنام وسنغافورة، وكذلك بين الشتات الآسيوي العالمي. ولأصل السنة القمرية قصص كثيرة، ولكن الأكثرها شيوعاً هي الأسطورة التي تقول، إن أصول الاحتفالات هي محاولة لإخافة وحش يُدعى «نيان» (والذي يعني «العام» باللغة الصينية) والذي يطارد المدن والقرى كل ربيع، ويهاجم الناس.

ولأن «نيان» كان يخاف من الضوضاء العالية والنار واللون الأحمر، استخدم الناس المفرقعات النارية والورق الأحمر لتخويف المخلوق الأسطوري وإبعاده. ما معنى السنة القمرية الجديدة؟ ترمز العطلة إلى الانتقال المفعم بالأمل من الشتاء البارد إلى موسم التجديد. وهي عطلة علمانية إلى حد كبير ولكنها تتضمن طقوساً ثقافية مستمدة من الكونفوشيوسية والبوذية والطاوية، وكذلك من الأساطير القديمة والتقاليد الشعبية. تُقام الآن بعض أكبر احتفالات العام القمري الجديد في العالم خارج آسيا، ومن بينها واحدة من أبرز الاحتفالات في سان فرانسيسكو.

وفي كاليفورنيا، تم الاعتراف بالمهرجان لأول مرة باعتباره عطلة رسمية منذ العام الماضي. وتتميز الاحتفالات بانتشار الفوانيس وتوزيع الهدايا المالية في مظاريف حمراء في كل مكان، إلى جانب رقصات التنين التي تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة. متى تكون السنة القمرية الجديدة؟ يتم تحديد الاحتفالات بالعام القمري الجديد من خلال مراحل القمر، إذ تبدأ العطلة خلال القمر الجديد الثاني بعد الانقلاب الشتوي. ونتيجة لذلك، فإنه يقع في تواريخ مختلفة كل عام. هذا العام، بدأ العام الجديد في 10 فبراير.

وغالباً ما تستمر الاحتفالات عدة أيام، وتتوج فترة رأس السنة الجديدة بمهرجان الفوانيس، الذي يقام هذا العام في 24 فبراير. ماذا يمثل عام التنين؟ يخصص نظام الأبراج الصيني كل عام لواحد من 12 حيواناً (بالترتيب: الجرذ، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الماعز، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.) وفي عام 2024، سيكون عام التنين. أولئك الذين ولدوا في سنوات التنين، والتي جاءت مؤخراً في أعوام 2012 و2000 و1988 و1976 و1964 و1952، وفقاً لنظام الأبراج، يُقال، إنهم قادة ذوو رؤية يتمتعون بإحساس قوي بالذات، وبالحيوية، والحزم، علاوة على أنهم مثاليون ومتحمسون ومستقلون.

أما عيوبهم فهي الكبرياء والافتقار إلى قوة الإرادة. والتنين هو رمز مقدس للقوة ويُعتقد أنه من بين أكثر العلامات الميمونة. لذا فإن بعض الزعماء في آسيا يشجعون شعوبهم على اختيار إنجاب الأطفال هذا العام، لمحاربة انخفاض معدلات المواليد من خلال «أطفال التنين» المقدر لهم النجاح.

كان العام الماضي هو عام الأرنب، وهو أحد حيوانات الأبراج التي ترمز إلى سرعة البديهة والتعاطف. أما العام المقبل، فسيكون هو عام الثعبان، الذي سيحمل سمات تشمل الحقد والغموض والتفكير العميق والفطنة. كيف يحتفل الناس بالعام القمري الجديد؟ يلعب الطعام والعائلة والأصدقاء دوراً مهماً. قد يكون لكل عائلة تقاليدها الخاصة للاحتفال بالعام القمري الجديد، ولكن هناك بعض العناصر الأساسية الشائعة. من بين هذه العناصر المظاريف الحمراء، المعروفة باسم «هونج باو» بلغة الماندرين، والتي تكون محشوة بأوراق نقدية مقرمشة ويقدمها كبار السن للأطفال الصغار كهدايا. يرتدي العديد من الأشخاص اللون الأحمر أو يعلقون زخارف باللونين الأحمر والذهبي - وهي الألوان التي تشير تقليدياً إلى الحظ الجيد. وتنتشر أيضاً الألعاب النارية، حيث يُعتقد تقليدياً أنها تطرد الحظ السيئ والأرواح.

وهي عادة ما تصاحب المسيرات الكبيرة في الشوارع التي تتميز بالرقص والعوامات وأزياء الأسود والتنانين. يقوم بعض الأشخاص بتنظيف منازلهم جيداً، أو تعليق الفوانيس، أو زيارة المعابد الدينية، أو المشاركة في التذكير بالأسلاف لتكريم موتاهم. يعتبر الطعام عنصراً أساسياً في الاحتفالات، حيث يتم تقديم الولائم ويقوم أفراد الأسرة بإعداد الزلابية (العوامات) معاً.

والغذاء هو أيضاً رمزي. على سبيل المثال، تشير المعكرونة الطويلة إلى الأمل في حياة طويلة، في حين أن الأسماك تحظى بشعبية كبيرة أيضاً لأن الكلمة الصينية التي تعني الأسماك تبدو وكأنها كلمة تعني الفائض، مما يمنح الكثير من الخير للعام المقبل. في فيتنام، تقوم بعض العائلات بصنع «موت تيت»، وهي صينية من الحلويات توضع على مذبح العائلة كدليل على احترام الأسلاف. وفي كوريا، يأكل الكثيرون «تيتوك جوك»، وهو حساء كعكة الأرز الذي يرمز إلى أنهم أكبر سناً رسمياً بعام واحد، مع الأمل في عام آخر مزدهر مقبل.

ويعد طبق السمك النيئ، «يوشينغ»، المعروف أيضاً باسم «سلطة إرم الرخاء»، هو طبق تقليدي لاحتفالات الشتات الصيني في ماليزيا وسنغافورة، بينما يتم تناول «كيو ناستار»، أو فطائر الأناناس، في إندونيسيا.

عادلة سليمان*

*مراسلة للأخبار العاجلة لصحيفة «واشنطن بوست».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»