في إطار تعزيز التعاون والتواصل لكافة مكونات مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، استضافت أبوظبي أول أمس الخميس (15 فبراير 2024) «ملتقى مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات»، الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات لتعزيز التعاون من أجل تطوير منظومة متكاملة تُتيح استشراف المخاطر المحتملة، وتعزيز الاستجابة الوطنية، ورفع جاهزية مختلف القطاعات في الدولة من أجل إدارة فعّالة للطوارئ والأزمات والكوارث.

وانطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على توفير أعلى وأفضل مستويات السلامة والأمن لمختلف قطاعات وأفراد المجتمع، قامت الجهات المعنية بتطوير أطر ملائمة للتعامل مع التحديات، الأمر الذي أتاح للدولة تحقيق العديد من الإنجازات التي وضعتها في المرتبة الأولى إقليمياً في مجال السلامة والأمن، وضمن أفضل 10 دول عالمياً مرونةً في إدارة الأزمات. وتماشياً مع نهج دولة الإمارات في المحافظة على المكتسبات والتطوير المستمر لمواكبة التطورات المتسارعة في مختلف المجالات، يُركز «ملتقى مجتمع الطوارئ والأزمات والكوارث» على تعزيز القدرات الوطنية، وتوثيق التعاون بين مختلف المكونات، وتحديد الأسس والمناهج التي تُحسن قدرات الدولة وجاهزيتها.

كما يسعى الملتقى لخلق منصة تجمع كافة القطاعات في مجتمع إدارة الطوارئ لرسم وتوضيح مرتكزات المرحلة المقبلة، من أجل تحقيق مستوى عالٍ من الجاهزية والقدرة على الصمود في مواجهة الأزمات والكوارث.

وقد ناقش الملتقى خلال جلساته عدداً من الموضوعات المهمة، من بينها التوجهات الاستراتيجية المستقبلية في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبناء استراتيجيات مستدامة للمستقبل في مواجهة مخاطر الأمن السيبراني، وأدوار القطاعات المختلفة بوصفها شريكاً أساسيّاً في المنظومة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث، ومن بينها دور القطاع الخاص في تعزيز هذه المنظومة وتطويرها، وكذلك دور التكنولوجيا المتقدمة في إدارة الطوارئ، ودور الابتكارات الأمنية في الاستجابة للأزمات، وإدارة البيانات والمعلومات الضخمة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات.

يحقق المنتدى أهدافاً رئيسة عدة، مثل استشراف المخاطر والتهديدات الناشئة والعابرة للحدود من منظور وطني شامل، وتحديد مرتكزات ومحطات المرحلة المُقبلة لمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتعزيز الاستجابة الوطنية ورفع جاهزية قطاعات الدولة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بالإضافة إلى تعزيز سمعة الدولة وإبراز القدرات الوطنية والكوادر المتخصصة في هذا المجال. ويعمل الملتقى للارتقاء بواقع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات بشكلٍ خاص، والعالم بشكلٍ عام.

ويُمكِّن المشاركين فيه من التعرف على التجارب والخبرات بشكلٍ أعمق، خاصةً فيما يتعلق بتنسيق العمل وإدارة الأزمات والكوارث من جانب، والارتقاء بالوعي والمعرفة حول الحاجة إلى مفهوم منسق لكل ما يرتبط بمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من جانب آخر.

وفيما يتعلق بمواكبة واستخدام التقنيات الحديثة، يوظف الملتقى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعزز من الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث، ويتيح فرصة للقاء الخبراء والمختصين المحليين والدوليين، وممثلي جهات حكومية ومنظمات دولية، إلى جانب خبراء من القوات المسلحة، بالإضافة إلى السفراء والقناصل وممثلي كبريات الشركات في هذا المجال.

وعملت دولة الإمارات على دمج التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإنترنت الأشياء في استراتيجيات إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لمواكبة التطورات المتسارعة، واستكشاف التكنولوجيات المتطورة والاستثمار فيها لتحسين كفاءة وفعالية الاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث.

لقد بات الملتقى منصة وطنية موحدة لمجتمع إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات، كما أنه يُعد خطوة مهمة نحو بناء مجتمع متين ومقاوم، يستند إلى أسس علمية وتكنولوجية قوية، لمواجهة التحديات الطارئة وضمان سلامة الأفراد والمجتمعات على الصعيدين الوطني والدولي.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.