تميزت سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة بالعقلانية والحكمة في كافة قراراتها ومواقفها، ولم تحد يوماً عن نهجها العقلاني والحكيم، إن في مواقفها الإقليمية أو الدولية. وذلك ما يتجلى من خلال التزامها بقرارات وأنظمة الأمم المتحدة وفي تعاطيها السياسي مع قضايا المجتمع الدولي.

وكانت الإمارات سباقة في تطبيق النظم والقوانين الدولية المرعية في علاقاتها مع جوارها، ولم تقبل يوماً الانسياق نحو منطق اللامنطق، ونجد هذا المثال حياً في سياسة الدولة مع دول المنطقة والعالم، إذ لا تحيد عن انتهاج سياسة الحكمة والتعقل والتأني في تقييم الأحداث والتحقق من تفاصيلها وبالتالي التصرف إزاءها بحكمة وعقلانية. وبذلك فقد حققت الإمارات المعادلةَ الصحيحة في التعاطي مع الأحداث والمواقف السياسية، الأمر الذي جعلها نموذجاً للنجاح والانسجام والتعقل.

وفي هذا الخصوص يمكننا القول دون أدنى تردد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة في طريقة تعاملها مع المواقف في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تجسد النموذجَ المتكامل للدبلوماسية الحكيمة. ولا يخفى على المراقب السياسي أن مواقفها جميعاً صادرة عن خبرة ودراية سياسية كاملة بخفايا السياسة الدولية ودهاليزها الأكثر أهمية، وهو ما يعطي نتائجَ عظيمةً على الصعيد الدبلوماسي وفي مجال العلاقات الخارجية.

وعلى الصعيد المحلي عُرفت سياسة الدولة دائماً بالحكمة والجدية والثبات والروية.. ومن هذا المنطلق فقد حرصت دائماً أشد الحرص على وضع مصلحة المواطن نصب عينيها وعلى رأس سلم أولوياتها، فكفلت له كل سبل الطمأنينة والاستقرار والعيش الكريم، ثم أنشأت وزارةً للسعادة تعنى قبل كل شيء بسعادة المواطن، وهي بادرة لا نكاد نجد لها مثيلا في دولة أخرى من دول العالم. وما من شك في أن تلك المعطيات والمؤشرات أهلت دولة الإمارات للريادة كما ضمنت لسفينة الخير الإماراتية أن تواصل إبحارها في أمان واطمئنان باتجاه مستقبل أكثر إشراقاً تتطلع إليه قيادةٌ طموحةٌ وتَدفع نحوه بكل كفاءة واقتدار.

ومن هنا نجد أن المكانة الدولية المرموقة لدولة الإمارات أهّلتها لأن تتبوأ دورَها المميز ولأن تصبح من الدول التي يعتمد عليها المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة في حل كثير من النزاعات في أنحاء العالم.. ذلك أن من ثوابت السياسة الإماراتية مبدأ السلام الذي يجب تفعيله في إطار القانون الدولي وعلى ضوء احترام المبادئ والأعراف التي يقوم عليها، والتحلي بروح التسامح بين مختلف أطراف المجتمع الدولي.

*كاتب كويتي