التصميم المعماري يعكس عادة ثقافات الشعوب، كونه نافذة من خلالها تظهر بصمات التاريخ وتفاصيل الموروث الحضاري. في أستراليا، وتحديداً في ملبورن، يوضح «جيفا غريناواي» للمتدربة «شاي مكماهون»، نموذجاً لنقوش تم تصميمها على أرضية جامعة ملبورن خاصة بالسكان الأصليين. غريناواي واحد من بين 20 مصمماً معمارياً في أستراليا ممن يكرسون اهتمامهم على إنتاج نماذج معمارية تتضمن ثقافة السكان الأصليين وتتدمج مفرداتها ضمن مشاريع البناء في البلاد.

التصميم الذي يحاكي في مكوناته المخزون الثقافي للسكان الأصليين ينطوي على تحديات كبرى، فالأرض، بالنسبة للعديد من السكان الأصليين الأستراليين، تحمل الأرض التي ولدوا عليها أو ينتمون إليها أهمية روحية، وهم لا يقصدون الأرض المادية والممرات المائية فحسب، بل يقصدون نظاماً معتقداً يكون فيه كل شيء متحركاً، ولا يوجد فصل بين البشر والحيوانات والمباني والنباتات والصخور والماء والهواء. جيفا غريناواي هي من أبرز المؤيدين للتعاون مع مجتمعات السكان الأصليين ويضع مخاوف الاستدامة في جوهر التصميم المعماري، ويطمح لتدشين رؤية عالمية تراعي سكان الأصليين في مشاريع البناء.

 إدماج ثقافة السكان الأصليين في التصميم المعياري فرصة لمراعاة المعايير البيئية، حيث إن أحد أهداف نهج التصميم الذي يتبنى هذه النظرة العالمية هو الكشف عما تم العثور عليه في موقع ما قبل الاستيطان الأوروبي والقيام بذلك بطريقة تضع البيئة في المقام الأول. أحد أفضل الأمثلة على مشروع غريناواي الذي يعكس هذه القيم هو المدرج والساحة التي تربط جامعة ملبورن، حيث الزخارف المصنوعة من الحجر الطيني على أرض المدرج والمستوحاة من نباتات محلية. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)