في ولاية ميشيغان الأميركية، حيث يوجد هذا المركز التدريبي الفني على صناعة الخلايا الروبوتية، التابع لكلية ماكومب في وارن، وحيث توجد مدينة ديترويت الشهيرة لصناعة السيارات..

يتداخل ملف تطوير السيارات الكهربائية مع السياسة والاقتصاد وآفاق المستقبل تداخلا شديداً للغاية. وفي هذه الولاية تحديداً أصبح قطاع صناعة السيارات الكهربائية في القلب من معركة الانتخابات الرئاسية، كما بات جزءاً من مخاوف عمال القطاع وهواجسهم حول المستقبل.

فالعاملون في شركات مصانع السيارات يشعرون بالفزع من تحولها نحو صناعة السيارات الكهربائية وتأثيره على مستقبل الوظائف، إذ أن اشتمال هذه السيارات على آلات أقل تعقيداً وأقل عدداً من سيارات الديزل والبترول والغاز، يجعلها تتطلب عدداً أقل من الأيدي العاملة لتصنيعها، لذا فهم يتهمون الرئيس جو بايدن بتعريض سبل عيشهم للخطر. وكانت إدارة بايدن قد تبنت سياسةً لتشجيع السيارات الكهربائية كوسيلة لتوليد وظائف ذات رواتب عالية ولخفض الانبعاثات الكربونية، وقامت بتوزيع إعفاءات ضريبية لتشجيع المستهلكين على شراء هذه السيارات، وبتخفيض الفوائد على النماذج التي تستخدم الأجزاء المصنوعة في الولايات المتحدة.

ويبدو أن السخط بشأن احتمال فقدان الوظائف بين عمال صناعة السيارات، وهم كتلة تصويتية حاسمة في ولاية ميشيغان، دفع إدارة بايدن إلى التفكير في تخفيف معاييرها الصارمة لانبعاثات السيارات، والعمل على إبطاء التحول نحو السيارات الكهربائية. وميشيغان واحدة من ست ولايات حاسمة يمكنها تحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية.

وكانت صناعة السيارات منذ فترة طويلة في قلب الآفاق الاقتصادية للولاية، حيث دفعت بالطبقة الوسطى خلال معظم القرن العشرين، قبل أن تبدأ الوظائفُ تراجعَها في هذا القطاع خلال العقود الأخيرة، مما دفع مستويات المعيشة إلى الانخفاض. واليوم، تدور حظوظُ صناعة السيارات في ميشيغان حول متغير رئيسي هو التحول إلى السيارات الكهربائية بوصفها مصدراً لتنشيط الاقتصاد وزيادة الرواتب وحماية البيئة.. وسبباً لقلق عمال المصانع بشأن مصيرهم!

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)