«كاليوب».. حراً طليقاً!

«كاليوب» خروف بحر يتيم أمضى ثلاث سنوات في سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، حيث جرت إعادةُ تأهيله، ليتم إطلاقُه مرةً أخرى إلى البرية في محمية كريستال ريفر الوطنية للحياة البرية في ولاية فلوريدا، وذلك على أيدي مجموعة من الأطباء البيطريين والباحثين المختصين في الحياة البرية. ويتم في فلوريدا وباقي أنحاء الولايات المتحدة إنقاذ أكثر من 100 خروف بحر مصاب سنوياً وإخضاعها للعلاج وإعادة التأهيل، لكنه رقم أقل بكثير من عدد خراف البحر التي تحتاج للمساعدة. وتتكون محمية كريستال ريفر الوطنية للحياة البرية من 20 جزيرة، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب، وقد أُنشئت في عام 1983 لحماية خروف البحر الهندي الغربي. وخروف البحر عامةً حيوان ثديي مائي كبير ينتمي إلى فصيلة الثدييات، وتوجد منه ثلاثة أنواع: خروف البحر الأمازوني الذي يعيش في أنهار الأمازون والأورنوكو، وخروف البحر الإفريقي الذي يعيش في مياه شواطئ غرب أفريقيا، وأخيراً خروف البحر الهندي الغربي الذي يعيش في البحر الكاريبي على طول السواحل الشمالية الشرقية لأميركا الجنوبية ومياه الشواطئ الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة وبالخصوص شواطئ ولاية فلوريدا التي هي شبه جزيرة بين خليج المكسيك والمحيط الأطلسي ومضيق فلوريدا.

وبالنسبة لـ«كاليوب» فقد عُثر عليه وهو يسبح بمفرده في المياه الضحلة في فلوريدا، صيف عام 2021، وقد أنهكه الجوع، وكان صغيراً وبدون معية والديه اللذين يعتقد أنهما نفقَا بعد أن ماتت الأعشاب البحرية التي تعتمد عليها خراف البحر كغذاء أساسي لها.. وذلك قبل أن يتم إنقاذه ونقله جواً لمسافة ألف ميل إلى حديقة حيوان سينسيناتي في أوهايو. وبعد إعادة تأهيل استمرت ثلاث سنوات، حقق «كاليوب» وزنَه المستهدف، وهو 600 رطل على الأقل، مما يجعله مؤهلا للإفراج عنه ونيل حريته كي يعود مجدداً إلى الحياة البرية، حراً طليقاً بلا قيود.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)