نعمل في «تريندز للبحوث والاستشارات»، بلا توقف من أجل تحقيق رؤية المركز العالمية وهدفه في أن يكون منصة عالمية للحوار الفكري والثقافي، وجسراً معرفيّاً لربط منطقة الشرق الأوسط بالعالم. ومع أننا قطعنا شوطاً مهماً في هذا المسار، مع وصول عدد الشراكات البحثية للمركز إلى أكثر من 200 شراكة مع مؤسسات بحثية وأكاديمية وإعلامية غطت مناطق العالم المختلفة، فإن العمل لم يتوقف، إذ تواصل فرق العمل المختلفة في تريندز ومكاتبه الخارجية جهودها لتحقيق هذه الرؤية الطموحة.

ضمن هذا السياق سيقوم مركز تريندز بجولة بحثية ثرية في فرنسا في الفترة ما بين 10 و17 أبريل يشارك خلالها، ولأول مرة في معرض باريس الدولي للكتاب، والذي يعد المعرض الثاني عالميّاً للكتاب في الأهمية بعد معرض فرانكفورت، حيث ستكون الفرصة سانحة لعرض إصداراته المختلفة وما تتضمنه من أفكار ورؤى على قطاع جديد من الجمهور الناطق بالفرنسية.وضمن هذا السياق، سيقوم «تريندز» بنشر باكورة أعماله الأصيلة باللغة الفرنسية على هامش المعرض، حيث سيُطلق باللغة الفرنسية مؤشر هو الأول من نوعه في العالم، يقيس بأدوات بحثية مستوى نفوذ جماعة «الإخوان» في العالم، وذلك بالشراكة والتعاون مع جامعة مونتريال في كندا، والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام «PLURIEL». وسيأتي إطلاق هذا المؤشر على هامش هذا الحدث الثقافي المهم، ضمن رؤية «تريندز» لكشف حقيقة جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة «الإخوان» وأيديولوجياتها المنحرفة. كما سيطق المركز أيضاً أول كتاب من إصداراته باللغة الفرنسية بتأليف مشترك بين باحثي مركز «تريندز» وجامعة مونتريال. أجندة تريندز خلال جولته في فرنسا لن تتوقف عند هذا الحد، فكما هي عادته في استثمار الفعاليات الثقافية الكبرى لفتح آفاق الحوار الفكري والبحثي مع المؤسسات الفكرية والبحثية العالمية، سينظم «تريندز» على هامش معرض باريس للكتاب مجموعة من الفعاليات البحثية تشمل ندوة رفيعة المستوى حول العلاقات الخليجية الأوروبية بمشاركة خبراء ومسؤولين من الجانبين، وحلقة نقاشية لبحث نتائج ومؤشرات المؤشر الدولي لنفوذ جماعة «الإخوان» بمشاركة الشركاء المساهمين في المؤشر، وزيارات لمجموعة من المراكز البحثية الفرنسية والأوروبية لبحث آفاق الشراكة معها. كما سيقوم الفريق المسؤول عن بودكاست Trending Echoes في «تريندز» بتسجيل عدد من الحلقات مع الخبراء الفرنسيين البارزين.

هذه النشاطات والفعاليات البحثية والفكرية هي جزء من تعزيز الحوار الفكري العربي- الفرانكفوني الذي يعد بدوره جزءاً من الحوارات الفكرية العالمية لـ«تريندز»، وهذه ليست المساهمة الأولى للمركز في تعزيز هذا الحوار، فقد نجح «تريندز» في دمج اللغة الفرنسية في الفعاليات الأكاديمية والبحثية التي استضافها في السابق، ففي شهر فبراير الماضي استضاف مركز تريندز بالتعاون التنظيمي والعلمي مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام مؤتمراً عالميّاً حول الإخوة الإنسانية ألقى كلمته الافتتاحية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة وحاضر فيه أكثر من 45 مدرساً جامعياً من مختلف أرجاء العالم معظمهم من متحدثي اللغة الفرنسية. وضمن خطته الطموحة والمدروسة لافتتاح المكاتب العالمية التي تخدم هدفه الطموح والتزامه بتوسيع نطاق انتشاره عالمياً، وتأكيد دوره كحلقة وصل مع مراكز البحث والفكر الإقليمية والدولية، سيستثمر «تريندز» هذه الجولة للإعلان عن افتتاح أحدث مكاتبه في الخارج، وهو مكتب تريندز- باريس الافتراضي والذي سيكون أول مكاتب المركز في القارة الأوروبية، وذلك بهدف بناء المزيد من الجسور التي نستطيع من خلالها الحوار مع مراكز البحوث والأكاديميات الأوروبية، وتعزيز التبادل البحثي والثقافي والحضاري بيننا وبين تلك المنطقة المهمة من العالم التي تشارك في قيادتها فرنسا.

إن جولة «تريندز» المزمعة لفرنسا تأتي كخطوة فارقة في طريق تعزيز مكانته كمركز مستقل رائد وفاعل إقليمياً وعالمياً، يقدم منتجاً بحثياً رصيناً، وينشر المعرفة، ويدعم المجتمع الأكاديمي برؤى بحثية وازنة، تحلل مختلف القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة وتستشرف مستقبلها. «تريندز» تمكن في السنوات الماضية من وضع بصمتة المعرفية في ساحة مراكز البحوث والدراسات، ونجح في ترسيخ نفسه مرجعاً فكرياً عالمياً مؤثراً، يُسهم بفاعلية في البحوث والدراسات، ويقدم برامج تدريبية تصقل المهارات، واستشارات علمية ترصد المخاطر والتحديات الدولية المحتملة، وتضع رؤى وتصورات تُعين على وضع الحلول وفهم المتغيرات.

*الرئيـس التنفيذي-مركز تريندز للبحوث والاستشارات.