علماء الحياة البرية منشغلون بمصير أنواع وفصائل حيوانية تتناقص في الطبيعة، وربما أصبحت عرضةً للانقراض بشكل كامل في مديات زمنية غير بعيدة. وفي بعض الحالات لا يكتفي العلماء بتقديم الحماية والعناية اللازمتين لأفراد هذه الأنواع والفصائل المهددة، خاصةً إذا فشلت أساليب الحفظ التقليدي، إذ يلجؤون في مثل هذه الحالات إلى تبني إجراءات غير تقليدية من قبيل «التطور المساعد»، وذلك بغية تمكين الحياة البرية المهدَّدة بالخطر وإعطائها فرصةً للبقاء وحمايتها من عوامل الانقراض. وفي هذه الصورة، نرى بجعةً يتم وزنها وتسجيل علاماتها الحيوية في أثناء قيام أحد الأطباء البيطريين (لا يَظهر في الصورة) بإخضاعها لجزء من عملية إعادة التأهيل في مستشفى كورومبين للحياة البرية بمدينة كوينزلاند في أستراليا. 
كانت أستراليا، ولعشرات الملايين السنين، بمثابة حقل للتطور الطبيعي، حيث ظلت أراضيها موطناً لبعض من أكثر المخلوقات الرائعة على وجه الأرض. وهي تُعَدُّ بمثابة المنطلَق الأصلي لكثير من الطيور، وللعديد من الثدييات التي تضع البيض، كما أنها العاصمة العالمية للجرابيات، وهي مجموعة تضم أكثر بكثير من مجرد الكوالا والكنغر.. بل إن قرابة نصف طيور أستراليا وحوالي 90% من ثديياتها وزواحفها وضفادعها.. لا توجد في أي مكان آخر على كوكب الأرض.
لكن التنوع البيولوجي في أستراليا أصبح على حافة الهاوية، حيث أدى تدهور الموائل والأنواع الغازية والأمراض المعدية وتغير المناخ.. إلى تعريض العديد من الحيوانات المحلية للخطر، كما منح أستراليا واحداً من أسوأ معدلات فقدان الأنواع الحيوانية في العالم.
ويقول العلماء إنه في بعض الحالات، تكون التهديدات مستعصيةً للغاية لدرجة أن الطريقة الوحيدة لحماية الحيوانات الفريدة هي تغييرها. وباستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك التهجين وتحرير الجينات، يغير العلماء جينومات الحيوانات المعرضة للخطر، على أمل تسليحها بالسمات التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة، خاصة أن قواعد اللعبة التقليدية للحفاظ على البيئة قد لا تكون كافية، كما يقول بعض العلماء.
يتعلق الأمر إذن بمفهوم جريء يتحدى الدافع التقليدي للحفاظ على الكائنات البرية كما هي، لإيجاد سلالات قريبة منها وإنْ اختلفت عنها، في مؤشر آخر على أنه العصر الذي يهيمن عليه الإنسان ويخضعه لتصوراته. لكن السؤال الذي يطرحه العديدون، بمن فيهم مدافعون عن البيئة والحياة البرية: هل يجوز تغيير الأنواع، ولو بغرض إنقاذها من الفناء؟ (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)