يحق لنا أن نستذكر الحلم الذي تحقق، بعد أن كان حلماً في وقت تصعب فيه الأحلام وسط ظروف مختلفة كلياً عن ظروف هذه الأيام.. ونقصد به العالم الذي نعيش فيه اليوم، والذي لا يعرف المستحيل في تحقيق الأحلام. كان لزاماً علينا أن نذكر تلك المقدمة في معرض حديثنا، أو بالأحرى استذكارنا، لحلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. قبل أكثر من خمسة عقود مضت.. في وقت كان فيه تحقيق الأحلام بحد ذاته ضرباً من ضروب الخيال!

مَن كان يتصور في ذلك الوقت أن الصحراء في هذا الجزء من منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تصبح على ما أصبحت عليه اليوم من نماء وخضرة وحضارة، حيث تحولت إلى بروج خضراء وأبراج عصرية تلامس السماء. لقد تغير واقع الصحراء إلى حقيقة أصبحت واقعاً ملموساً، بل وتجاوزته إلى آفاق أبعد مما كان عليه الحلم. كان حلم الشيخ زايد في ذلك الوقت حلماً صعب المنال ومستحيل التحقق، في ظل الأجواء القائمة والرؤى السائدة.. لكن بعد سنوات وعقود صدق الحلم وتحققت الرؤية، وأثبتت النتائج أن الوالد المؤسس كان متقدماً على عصره وكان واقعياً في حلمه لتطوير وطنه، وقد استهل حلمه بتحقيق الاتحاد بين الإمارات لتأسيس دولة الاتحاد كدولة عصرية تواكب عصرها وتسبقه.

لقد تحققت النهضة الحضارية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأصبحت أنموذجاً يحتذى به، وتحققت في ظل رؤية مؤسسها وباني نهضتها، ثم استمرت الرؤية والحلم على يد قادة الدولة من بعده، وتنفَّذ بأيدي وسواعد أبناء هذا الوطن المعطاء، والذي ما فتئ يحقق قفزات متتالية في كافة المجالات وعلى سائر الأصعدة. وقد شكلت دولة الإمارات مجتمعاً عالمياً يعد اليوم نموذجاً فريداً للتعايش والتسامح، وانطلقت نحو مستقبل مشرِّف وواعد لدولة سعيدة وعصرية ونموذجية في جميع المجالات وعلى سائر الأصعدة.. دولة تحفّز الإبداع وتصنع التطور وتدفع نحو المستقبل.

لقد أصبحت الإمارات موطناً للتقنيات الحديثة والكفاءات البشرية العالية ومركزاً عالمياً للابتكار والإبداع والاستثمار. ولا يمكن إلا أن نتذكر الشيخ زايد، وهل يمكن نسيانه لحظةً، ونحن نرى الإنجازات الماثلة في دولة الإمارات، والتي تشكل دافعاً ومحفزاً قوياً للأجيال الحالية لتقديم الإبداع والابتكار والتنمية وتحقيق النهضة الشاملة في كافة مناحي الحياة.

كاتب كويتي