أقرّ بأنني فقدت صوابي يوم الجمعة الماضي عندما أقيمت مراسم دفن «ماثيو شيبرد»، الشاب الذي قُتل بسلاح ناري في مكان نائي بمدينة «ويومينج» قبل عشرين عاماً، وعندما قال أسقف الكنيسة «جيني روبينسون»، في عظته، أمام رماد «ماثيو»، والدموع تخنقه: «أنت الآن في أمان». وفقدت صوابي أيضاً، بينما تكشفت الأخبار حول حادث إطلاق النار في معبد «شجرة الحياة» اليهودي في مدينة «بتسبيرج». وقد كان ينبغي أن يتمكن المغدورون والمجروحون والكهنة المكلومون من دخول دار العبادة لحضور عظة السبت بنفس الشعور بالاطمئنان: «نحن الآن آمنون»، لكنهم لم يكونوا كذلك.. وهكذا الدموع!
فقد دُنّس أمانهم من الخطر وقدسية عظات شجرة الحياة يوم السبت بصيحة مطلق النار المرعبة: «يجب أن يموت جميع اليهود». وهو يوم محزن لأنه في أميركا الآن، لا مأمن من الكراهية.
وأفقد الآن صوابي أيضاً، لأن منفذ الهجوم على المعبد اليهودي «روبرت باورز»، البالغ من العمر 46 عاماً، لديه حساب على وسائل التواصل الاجتماعي مليء بتعليقات معادية للسامية، وكان مسلحاً ببندقية هجومية ومسدسات، قبل أن يدخل إلى المعبد اليهودي، ويقتل 11 شخصاً، ويصيب آخرين، ثم يأتي رئيس الولايات المتحدة ليقول، «يالفظاعة ذلك!»، و«لابد من فعل شيء»، ثم يخرج علينا باقتراح: «وضع مزيد من الحراس المسلحين داخل المعابد». ويضيف: «أعتقد أن عليهم جعل عقوبة الإعدام شائعة».
وفي الحقيقة، أستيقظ كل يوم أبحث عن سبب واحد على الأقل لأتوقف عن عدم تفضيلي للرئيس دونالد ترامب، لكني أفشل. فهو يقترح وضع مزيد من الحراس المسلحين في المعابد، على رغم من أن 4 ضباط شرطة من المفترض أن جميعهم مسلحون قُتلوا في المعبد يوم السبت. كما أن التلويح بعقوبة الإعدام لن تخيف «باورز» بلا شك.
وقد أخبر ترامب الصحفيين أن حادث إطلاق النار في «بترسبيرج» لا علاقة له بالقوانين. وهذا ما يقوله دائماً بعد كل مذبحة بأسلحة نارية. وأما التحكم في الوصول إلى الأسلحة النارية، فهو أمر لا يريده ترامب.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»