افرض أنك ذات ليلة سمعت طرقاً على الباب، وفتحت لتجد 100 أسرة مبللة بالوحل ومرعوبة وترتجف في فناء منزلك. أول ما سيتبادر لذهنك أن تدعهم يدخلون، لكنك تعرف أن هناك الكثيرين غيرهم. ومع ذلك ستفعل شيئاً ما، ربما تحشد جيرانك والسلطات المحلية لتقديم رعاية فورية، وتحديد هوية هؤلاء الأشخاص، وكيف يمكن مساعدتهم.
وهذا تحديداً ما فشلت الولايات المتحدة في القيام به حيال أزمة اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود الجنوبية. لا يوجد شيء مثل وضع نظام مناسب للتعامل مع مئات الآلاف من اللاجئين الذين يفرون من العنف في أميركا الوسطى أو يبحثون عن فرصة اقتصادية. وليس هناك احتمال لوضع خطة من قبل الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وبهذه الطريقة، تعد أزمة الحدود نموذجاً لسياستنا حالياً. فالحزبان راضيان بتبني مواقف أيديولوجية مجردة. ولا يبالي أي منهما بإنشاء نظام فعال يوازن التسويات الناجحة.
وقد تميز الاستعراض الذي يقدمه ترامب بالصرامة والشدة، ورغم ذلك فقد وصل نحو 103.000 مهاجر غير شرعي إلى الحدود الأميركية المكسيكية في مارس المنصرم، وهو ضعف العدد الذي وصل في مارس 2018.
ويبدو أن ترامب غير مكترث بالتعامل مع المزيد من اللاجئين. فالمنشآت مكتظة، وهناك أكثر من 800.000 شخص لديهم قضايا معلقة. ويتم احتجاز طالبي اللجوء لمدة أسبوعين، ثم إلقاؤهم في الشوارع، لينتظر معظمهم حتى عام 2021 عقد جلسات الاستماع الرسمية الخاصة بهم.
إن المجال مفتوح للديمقراطيين للتوصل إلى خطة لائقة. لكن هناك العديد من القضايا التي لا يبني عليها الديمقراطيون حملتهم لعام 2020. لذلك، فالعرض الديمقراطي يتألف من أفكار عامة تهدف لأن تبدو جذرية مع عدم تغيير أي شيء. والعديد من الديمقراطيين في الكونجرس ينكرون وجود أزمة على الحدود. والمرشح الديمقراطي الوحيد الذي لديه خطة لمعالجة الهجرة حتى الآن هو «جوليان كاسترو»، الذي يريد إلغاء حكم عام 1929 الذي يعتبر الدخول غير الشرعي للبلاد جريمة فيدرالية.
إن الهجرة واحدة من تلك القضايا التي تكون فيها المواقف المتطرفة خاطئة، لأن الإجابة الصحيحة تعني موازنة الخيارات المتنافسة.
ومن ناحية أخرى، فإن هؤلاء الأشخاص هم جيراننا. والكثيرون منهم يأتون إلينا بقصص مروعة حول الحياة في مجتمعاتهم، وعلينا أن نتضامن معهم ونمد لهم يد العون.
ثم إن كثيرين ممن يأتون طلباً للجوء لا يكونون مؤهلين للحصول عليه. وعندما تُعقد جلسات الاستماع الخاصة بهم، فإن 20% فقط يفوزون بحق البقاء في الولايات المتحدة لأنهم يواجهون اضطهاداً في بلدانهم. ويأتي كثير منهم لأسباب اقتصادية تقليدية.
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تستقبل كل من يريد المجيء. وبالتالي فالمهمة الأولى هي تحديد الأولويات، حيث يحظى ضحايا العنف والاضطهاد بأولوية قصوى، يليهم هؤلاء الذين يُحرمون من حقوقهم الأساسية لأن دولهم أصبحت فاشلة، وبعدهم أولئك الذين يسعون لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وينبغي بعد ذلك إنشاء نظام لتنفيذ تلك الأولويات. ويتضمن هذا النظام بعض الإجراءات؛ مثل بناء مراكز احتجاز جديدة على الحدود، وتوسيع قدرات موانئ الدخول، وزيادة عدد فرق القضاة، واعتماد إجراء منظم للإفراج بالتنسيق مع الوكالات الإنسانية.. إلخ.
وعلى المدى الطويل، يمكنك المساعدة في بناء أنظمة أفضل للانضباط والعدالة في البلدان الأصلية. هذا إلى جانب التعاون مع المكسيك في معالجة التحدي الذي نواجهه معاً. وقد يتطلب الأمر التحول إلى نظام هجرة قائم على المهارات، مع زيادة عدد اللاجئين الذين نستقبلهم سنوياً.

*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
https://www.nytimes.com/2019/04/11/opinion/border-crisis-immigration.html