نعيش هذه الأيام شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير وتفاؤل وتسامح وسعادة، وهو شهر الطاعة والغفران والعبادة وبذل أعمال الخير للتقرب إلى الله تعالى، ولترويض النفس ووضع حد لجماح نزوعها لكي لا تكون أمّارة بالسوء.
وحين يمر علينا الشهر الفضيل في دار زايد الخير، طيب الله ثراه، والذي بنى وأسس وحصد وزرع.. في بلاده التي أصبحت نموذجاً يحتذى ومثالاً يُقتدى به في المنطقة والعالم، يحس الإنسان أن لهذا الشهر رونقاً خاصاً وبريقاً مبهراً مبهجاً بالعطاء والعمل والتميز وزيادة البذل في إعمال الخير ومضاعفة العمل، سواء من مبادرات الدولة وأعمالها الخيرية في الداخل والخارج، أو من التبرعات الخيرية السخية من جانب أبناء هذه البلد المعطاء أصحاب الأيادي البيضاء النقية.. حيث تجد خيم إفطار الصائمين تعم البلاد في كل حي وعلى كل ناصية، وهو مشهد مألوف ومنظر إيماني جميل في هذه البلاد، يبعث على الطمأنينة والارتياح والانشراح في أجواء روحانية إنسانية مفعمة بالعطاء المتواصل، حين يتسابق أبناء الإمارات إلى عمل الخير لنيل المعاني الأصيلة.
وفي هذا الشهر الفضيل أيضاً تستضيف الإمارات علماء دين وقراء من الدول الإسلامية وتقيم مسابقة دولية للقرآن الكريم يشارك فيها عشرات من حفظة كتاب الله العزيز.
وفي هذا الشهر الفضيل نرى المتطوعين من مواطني الدولة على الطرقات وعند الإشارات الضوئية أثناء موعد الإفطار، يوزعون وجبات الإفطار على المارة ممن لا يستطيعون اللحاق بتناول الفطور مع أسرهم لظرف ما.. أثناء أذان المغرب، فيحصلون على وجبات إفطار مجانية، بكل كرم وسخاء وطيب نفس. إنه عمل إنساني جميل يعكس نفوس شابات وشباب إماراتيين بعمر الورود، يتطوعون بأداء هذا العمل الخيري الإنساني الإيماني البطولي في هذه الأيام الفضيلة.
هذا، فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي ترسلها دولة الإمارات إلى الدول المتضررة والمحتاجة والأسر المتعففة في هذا الشهر الفضيل، مما جعل الإمارات تتصدر الدول الأكثر دعماً للقضايا الإنسانية في جميع المجالات. ونلاحظ كيف أن كثيراً من المجتمعات في مختلف أرجاء المعمورة تدعو للإمارات ولقيادتها بالخير والسلامة والتوفيق، وهو مشهد ليس هناك ما هو أروع منه، إذ يعكس السجايا الطيبة والطباع الكريمة لأهل دار زايد وأبنائها، الدار التي ترفع شعار التسامح وتطبقه سلوكاً ومنهجاً نابعَين من إيمان عميق وأصيل باحترام الآخر وإكرامه والإحسان إليه.
وتتعايش على أرض الإمارات أعراق وجنسيات من مختلف أرجاء العالم، مما يضفي على هذا الشهر الكريم نكهةَ بلدانهم، الأمر الذي يجعل من شهر الصوم في الإمارات لوحة جميلة تحوي مشاهد رمضانية متنوعة من مختلف المجتمعات والبلدان والدول.. وهذا مما يجعل دولة الإمارات مقصداً مرغوباً لجميع الناس في العالم، من مختلف الفئات والأديان والأعراق والمذاهب، وهي اليوم وجهة مثالية للزائر والسائح والمستثمر والمتميز والمبدع.. لاسيما بعد أن سنت قوانين جديدة حول التأشيرات طويلة الأمد لجذب مزيد من الزوار والمقيمين، للعيش في واحة هادئة وارفة الظلال يحكمها القانون والنظام بدون أي تميز أو انحياز أو إقصاء ضد الغير.


*كاتب سعودي