قامت مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، على ثقافة أصيلة أساسها فعل الخير والعطاء، وذلك انطلاقاً من القيم الإسلامية القائمة على المودة والتضامن، ومن تراث العروبة الأصيل في حب الخير وإغاثة الملهوف، مدعومة من القيم التي أسس لها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ترسيخ العمل الإنساني والتطوعي. وتأتي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، لتهلّ جعبة الخير الإماراتية على شعوب العالم كافة، مستغلة الشهر الفضيل ببذل المزيد من العطاء لكل المستحقين في كل مكان، إذ تم اعتماد يوم ال 19 من رمضان من كل عام، ليكون «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي جاء استذكاراً لذكرى وفاة الشيخ زايد رحمه الله، وليكون مناسبة لجعل العمل الإنساني منهجاً راسخاً وعملاً أصيلاً لدى نفوس أبناء دولة الإمارات.
وامتداداً لإرث زايد الخير، أطلقت مؤسسة «خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، حملة توزيع الطرود الغذائية على العائلات المعوزة في قطاع غزة، حيث انطلقت المرحلة الأولى من الحملة في القطاع ليستفيد منها ما يقارب 24 ألف أسرة محتاجة، وذلك في إطار مشروع إفطار الصائم الذي تنفذه المؤسسة سنوياً في فلسطين، لأجل تقديم العون والمساعدة لشعبها، وتعزيز صموده في مواجهة الظروف القاهرة في كل أماكن وجوده، وبما يخفف معاناة العائلات المحتاجة، ويوفر العون والمساعدة لها. وفي دلالة أخرى على رسوخ قيم العطاء في نفوس مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها، وبعد انطلاق فعاليات حملة «الإمارات لأطفال ونساء الروهينجا» التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، بدأت منذ يوم الجمعة الموافق 24 مايو الجاري، وتستمر لمدة أسبوعين، حيث بلغت إيرادات الحملة في يومها الثاني 40 مليوناً و159 ألفاً و814 درهماً، ما يشير إلى حجم الحشد والدعم المقدمين لصالح اللاجئين الروهينجا، ويلفت الانتباه لأوضاعهم الإنسانية الصعبة، سعياً إلى توفير احتياجاتهم الإنسانية والتنموية، وخاصة الأطفال والنساء في مجالات الغذاء والإيواء والصحة والتعليم.
وأظهر إقبال الجمهور، من مختلف الجنسيات والديانات، على حملة دعم لاجئي الروهينجا من النساء والأطفال، والتبرع بالمواد العينية والغذائية والأدوية، إضافة إلى التبرعات النقدية، في مراكز الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية والإنسانية في مختلف أنحاء الدولة، مقدار الخير والعطاء في النفوس، قدوتهم في ذلك، قيادة الدولة الرشيدة ورموز العطاء فيها، حيث تبرعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر (أم الإمارات)، بمبلغ 10 ملايين درهم لصالح الحملة، كما تبرع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، بمبلغ 5 ملايين درهم لصالح الحملة نفسها، والعديد من التبرعات التي أكدت مقدار التضامن مع النساء والأطفال، مؤكداً أن الإمارات قدمت وما زالت تقدم الكثير لدعم لاجئي الروهينجا، واليوم ارتأت القيادة أن تعطي الفرصة لشعب الإمارات للمشاركة في إغاثة اللاجئين.
لقد أثبتت دولة الإمارات أنها السباقة في التضامن مع ضحايا الأزمات، وعملت بشكل متواصل على مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم والوقوف بجانبهم، بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لكل اللاجئين والمنكوبين في أماكن وجودهم، والتركيز في الوقت نفسه على تعزيز الجهود الدولية للحد من تداعيات الأزمات، همّها الأكبر هو توفير حماية أكبر ورعاية أوفر للاجئين وأسرهم، عبر تحالفات تصنعها مع الخيرين والمتبرعين والمانحين والمنظمات الإماراتية والدولية التي تعمل في المجالات الإغاثية الإنسانية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية