اليمن، ومنذ انقلاب «الحوثي» على الحكومة الشرعية، هبت الإمارات في إطار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية للمضي نحو إعادته للشرعية عن طريق «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» من أجل إحلال السلام.
الإمارات لبت نداء الشرعية، ولا تزال، وهذا لا يعني الوقوف ضد مطالب النظام الدولي للجلوس مع أطراف النزاع في الداخل. فالدول المتحالفة ليست طرفاً في النزاع على السلطة، وإنما هي عون ورفيق بكل مكونات الشعب اليمني الذي طفح به الكيل من تحجر «الحوثي» وصلفه.
وعندما طفح كيل الكائدين عن حده وأرادوا بمكرهم ضرب إسفين بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جدة خلال أيام عيد الأضحى المبارك القيادة السعودية، مؤكداً متانة ونقاوة العلاقة بين البلدين الشقيقين.
هذا وقد علق قرقاش على ذلك بقوله في «تويتر»: زيارة مميزة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للسعودية الشقيقة ولقاءات الأخوة الصادقة مستمرة، تحالف الخير السعودي- الإماراتي حقيقة جيواستراتيجية ثابتة لعقود قادمة، والركن الأساسي في هندسة الاستقرار في المنطقة، نمضي معاً قدماً بثقة وعزوتنا السعودية بقيادتها وشعبها.
تعالوا بنا نصغي إلى سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، حيث غرد على «تويتر» قائلاً: تثمنُ المملكة الدور الفعال للأشقاء في الإمارات وجهودهم المستمرة لمعالجة أحداث عدن الأخيرة وتلافي آثارها، في إطار جهود التحالف لدعم الحكومة الشرعية في اليمن لإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، واستعادة الأمن والاستقرار. أما التخرصات فلا نلقي لها بالاً ولا نجعل لها في اتخاذ السياسات اعتباراً، لذا من الضرورة بمكان أن نذهب إلى أهل الشأن ونستقي منهم اليقينيات التي تقوي الأواصر.
فهذا الدكتور علي القحيص يكتب مقالا في صحيفة الاتحاد يؤكد فيه على المصير الواحد للسعودية والإمارات حيث يقول: «ما بين المملكة السعودية ودولة الإمارات المتحدة هو علاقة أخوية كاملة منذ الأزل، ضاربة في عمق التاريخ ومتجذرة في أواصر القربى والجغرافيا، لا تتزحزح أبداً مهما كانت قوة الرياح والأعاصير. لذا فهي علاقة فوق كل الظنون والشبهات والتخرصات. إنها علاقة قوية متينة متماسكة، علاوة على كونها استراتيجية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عمق ومعنى».
وكذلك لأمراء الداخل صوتٌ صداحٌ لقطع ألسنة السوء، فها هو الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس لجنة الحج المركزية، يرد على التقارير الإعلامية التي تحاول النيل من العلاقات السعودية -الإماراتية، ويقول: «الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي».
وبناء عليه ترجمت الإمارات هذه المقولة الثمينة على أرض الواقع وبشهادة أهلنا في السعودية، وبلسان حال صحيفة «سبق» السعودية.. التي قالت: «الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي».. بهذه العبارة دبي تستقبل السعوديين في المطار.
أما سفيرنا في المملكة العربية السعودية، الشيخ شخبوط بن نهيان، فقد لخص لنا سر هذه العلاقة السرمدية، بتغريدة على «تويتر» قال فيها: «رموز العز والمجد معاً في منى، المملكة والإمارات على قلب رجل واحد، وسنبقى معاً على ذات العهد».
الإمارات والسعودية سيمفونية ثنائية تعزف لحناً خالداً، ويد واحدة تزرع الخير وتطرد شر الأشرار عن طريقهما وتحيط أنفسِهما بأنفَس سياجٍ وأصلبه دفاعاً عن أمن الأمة واستدامة الاستقرار في ربوعها.
*كاتب إماراتي