الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، الذي صادف يوم أمس، كان مناسبةً مهمةً لتقدير تضحيات المرأة الإماراتية، وخاصةً أمهات الشهداء وزوجاتهم اللائي يقدمن نماذج ملهمة في البذل والعطاء والفداء، فهؤلاء الأمهات قدمْن فلذات أكبادهن دفاعاً عن الوطن، ورفع رايته في ميادين الحق والواجب، بينما تواصل زوجات الشهداء تربية أبنائهم على قيم الولاء والانتماء للوطن والتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس.
لقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، بهذه المناسبة أن مسيرة المرأة الإماراتية الحافلة بالإنجازات والمكتسبات، ستبقى مصدر إلهام وفخر بتضحياتها، لافتاً سموه النظر إلى أن «أمهات الشهداء خير مثال، فهن نماذج مضيئة في مسيرة الوطن»، وهذا إنما يعكس تقدير القيادة الرشيدة لأمهات الشهداء، باعتبارهن يقدمن القدوة والنموذج في التضحية والفداء من أجل وطننا الغالي، ويغرسن في وجدان أبناء الوطن كل القيم والمعاني الإنسانية النبيلة.
ستظل تضحيات المرأة الإماراتية، وخاصةً أمهات الشهداء وزوجاتهم صفحة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة، ومصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن، لأنها تجسد المعدن الأصيل للمرأة الإماراتية التي غرست في أبنائها منذ البداية قيم التضحية والفداء وبذل كل غالٍ ونفيس من أجل رفعة هذا الوطن، وإعلاء مبادئه ورفع راياته في مختلف الميادين، حتى لو كان ثمن ذلك أرواحهم الطاهرة، فأمهات الشهداء اللاتي قدمن فلذات أكبادهن استجابة لنداء الوطن يُعتبرن بحق القدوة الحقيقية والنماذج المضيئة في مسيرة وطننا الغالي، التي نتعلم منهن كيف يكون الانتماء للوطن، والتضحية من أجله هي أنبل الغايات والمقاصد، أما زوجات الشهداء، فهن أمثلة حقيقية للبطولة، لأنهن أخذن على عاتقهن تربية أبنائهن على معنى التضحية في سبيل الوطن، وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتفاني في نفوسهم، كي يظل هذا الوطن آمناً مستقراً مزدهراً.
ولعل ما يبعث على الاعتزاز بتضحيات أمهات الشهداء وزوجاتهم، هي تلك الروح الوطنية التي يعبرن عنها في مختلف المناسبات، وتلك القيم النبيلة التي يحرصن على غرسها في نفوس أبنائهن، أبطال المستقبل، فلم يجزعن لفقدان الشهداء الأبرار، وإنما اعتبرن أرواحهم الطاهرة أثمن هدية يمكن أن تقدم لهذا الوطن، الذي لم يبخل على أبنائه في أي وقت بأي شيء.
إذا كان الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية مناسبة للفخر بما حققته من إنجازات في مختلف مجالات العمل الوطني، فإنه كذلك فرصة لتقدير تضحياتها وعطاءاتها المتواصلة من أجل الوطن والعمل على رفعته في مختلف المجالات، ولعل الدعم والرعاية الكاملين اللذين تقدمهما القيادة الرشيدة لأمهات الشهداء وأزواجهن وأبنائهن إنما يجسدان بوضوح هذا التقدير، ويؤكدان أن الإمارات ستظل وفية لهن جميعاً، لأنهن يقدمن أروع الأمثلة في التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل وطننا الغالي، ولهذا تتعدد المبادرات التي تستهدف تكريم الشهداء وأسرهم بوجه عام، كمبادرة يوم الشهيد في الثلاثين من نوفمبر من كل عام، والتي جاءت تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، وإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بشؤون أسر شهداء الوطن، ومتابعة احتياجاتهم وتأمين كافة أوجه الرعاية والاهتمام لهم.
وفي الوقت ذاته، فإن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» لا تألوا جهداً في تقديم أي دعم ومساندة ورعاية لأمهات الشهداء، وأسرهن جميعاً، لأنها تعتبرهن النماذج الحقيقية للأم الإماراتية والقدوة والمثال لجميع الأمهات، وهن جديرات بكل تكريم وتقدير على هذا الصبر والعطاء اللامحدود والتفاني في خدمة الإمارات والتضحية من أجلها.
إن تضحيات أمهات الشهداء ستظل عنواناً لعطاء المرأة الإماراتية الذي لا ينضَب من القيم الإنسانية النبيلة، التي تعلي من قيم التضحية والانتماء والولاء، كي تظل رايات وطننا الغالي خفاقة دائماً في ميادين العزة والشرف والحق والواجب.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية