قد لا يتمكن الرئيس دونالد ترامب من شراء جرينلاند للولايات المتحدة. لكن في عهده، ربما تحاول وزارة الخارجية توسيع وجودها الدبلوماسي هناك، من خلال فتح قنصلية أميركية في الجزيرة، للمرة الأولى منذ عقود.
في رسالة إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وصفت وزارة الخارجية خطة لفتح قنصلية في جرينلاند بحلول العام القادم، قائلة إن الولايات المتحدة لديها «مصلحة استراتيجية في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية عبر منطقة القطب الشمالي».
وورد في الرسالة أن القنصلية «ستكون بمثابة منصة فعالة لتعزيز المصالح الأميركية في جرينلاند» وأنها ستساعد الولايات المتحدة «على حماية حقوق الملكية الأساسية» في الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، بينما تقوم بتطوير علاقات أعمق مع المسؤولين والمجتمع في جرينلاند.
ويأتي هذا الاقتراح بعد تحرك السفينة الدبلوماسية في الأيام الأخيرة، الأمر الذي بدأ بعد أن أعرب ترامب عن رغبته في شراء جرينلاند من مملكة الدنمارك.
وقد رفضت الدنمارك، وهاجمها ترامب، أولاً عبر تغريدة قال فيها إنه ألغى اجتماعاً في كوبنهاجن مع «ميتى فريدريكسن» رئيسة وزراء الدنمارك، لأنها أعربت عن أنها «ليس لديها رغبة في مناقشة شراء جرينلاند». ووصفت «فريدريكسن» اقتراح بشراء جرينلاند بأنه «سخيف»، وفي المقابل، وصف ترامب تصريحاتها بأنها «كريهة».
وفي يوم الجمعة، بدا أن التوترات قد خفت إلى حد ما، عندما قال مسؤول بإدارة ترامب لـ«واشنطن بوست» إن «فريدريكسن» وترامب أجريا مكالمة هاتفية «بناءة» يوم الخميس. وقالت «فريدريكسن» لشبكة «تي. في. 2» الدنماركية، إنها لن تنخرط في «حرب كلامية» مع ترامب بشأن هذه المسألة، ثم تراجع ترامب لاحقاً عن انتقاده السابق لتعليقاتها بقوله إنها «امرأة رائعة».
ويرى الخبراء أن اهتمام واشنطن بجرينلاند هو على الأرجح جزء من استراتيجية أوسع للمنافسة بشكل أفضل مع روسيا والصين في هذا المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية. يذكر أن الولايات المتحدة لديها بالفعل قاعدة «ثول» الجوية على الساحل الشمالي الغربي لجرينلاند، لكن فتح قنصلية من الممكن أن يسمح بمزيد من الفرص الدبلوماسية.
وقالت وكالة أسوشيتيد برس إنه يوجد بالفعل مسؤول من جرينلاند في السفارة الأميركية في كوبنهاجن، وإن الخطط تشمل تعيين موظفين محليين في جرينلاند للعمل في القنصلية هناك. وإذا مضت واشنطن قدماً لفتح قنصلية في جرينلاند في العام القادم، فإن الولايات المتحدة ستنضم لأكثر من عشر دول أخرى لديها قنصليات أو قنصليات شرفية هناك.
*صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»