في وقت سابق من هذا الشهر، زار المرشح الرئاسي الديمقراطي «بيتو أوروك» أوكلاهوما، حيث توقف في تولسا وأوكلاهوما سيتي. وسلط أوروك، الذي قضى معظم الشهر الماضي في التركيز على قيام أحد المدافعين عن تفوق البيض بإطلاق النار في مسقط رأسه في إل باسو، بتكساس، الضوء على الخيط التاريخي المشترك الذي يربط مدينتي ولاية أوكلاهوما: تاريخهما المشترك من الإرهاب العنصري. وأشار إلى التفجير الذي وقع عام 1995 في أوكلاهوما سيتي والناتج عن نفس السياق من الإرهاب الداخلي والقومية البيضاء، مثل العنف الذي ارتكب ضد الأميركيين الأفارقة في مقاطعة جرينوود في تولسا عام 1921.
وخلال جولته في مقاطعة جرينوود، أشار أوروك إلى حادث عام 1921 باعتباره «واحداً من أكبر أعمال الإرهاب القومي الأبيض»، وأشاد برجال الأعمال السود الذين تمكنوا بمهارة من تأسيس شركات شكلت «وول ستريت السوداء» في تولسا وأعادت بناء المدينة بعد المجزرة المذكورة.
قبل عشر سنوات، وحتى خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، كان تصنيف أوروك لعنف البيض العنصري باعتباره «إرهاباً قومياً أبيض» أمراً لا يمكن تصوره. كما أن وصفه لمجزرة تولسا بأنها شيء غير «الشغب» كان من المحتمل أن يتم رفضه من قبل الكثيرين على أنه «صحيح سياسياً». بيد أن هذا لم يعد الوضع، ويثبت إلى أي مدى أصبح المرشحون الديمقراطيون، في محاولة للوصول إلى قاعدة الحزب المتنوعة والتقدمية، أكثر معرفة من سابقيهم.
جاءت أعداد كبيرة من الأميركيين الأفارقة إلى مقاطعة جرينوود للمرة الأولى في محاولة للهرب من العنف العنصري. وبعد الحرب الأهلية، التي استمرت من سبعينيات إلى تسعينيات القرن الـ19، شهدت المنطقة التي ستصبح ولاية أوكلاهوما، تدفقاً لأكثر من 70.000 أميركي من أصل أفريقي، هرباً من عمليات القتل غير القانوني والفقر والإكراه السياسي. وتمثل جرينوود استقلالهم الاجتماعي الذي نالوه بشق الأنفس وقمة ثرواتهم الاقتصادية.
وبدأت تولسا كمحطة إمداد لحقول النفط في جميع أنحاء المنطقة، حيث يذهب العاملون في مجال النفط للعثور على عمال وحفارات وعلماء. ومثل نظرائهم البيض، وجد الأميركيون الأفارقة أن بإمكانهم إدارة أعمال مزدهرة تغذي الثروة الناجمة عن حقول النفط. وأصبحت جرينوود، تعرف بشركاتها المملوكة بالكامل للسود، فيما أصبح يعرف بـ«وول ستريت الأسود» بسبب النجاح المالي لمحلات البقالة والعقارات المزدهرة ودار السينما ومتاجر إصلاح السيارات والأطباء وأطباء الأسنان الذين ملأوا شوارعها.
وأثارت هذه الإنجازات غيرة البيض في المجتمع، والذين استغلوا اعتداء رجل أميركي أفريقي على امرأة بيضاء كذريعة لارتكاب مذبحة بحق أكثر من مئة من الرجال والنساء السود. وفي العقود التي تلت المذبحة، قامت الصحف وكتب التاريخ، إما بمحو إنجازات الأميركيين من أصل أفريقي في تولسا، والقصة الصادمة التي أدت إلى سوء حظهم، أو بإساءة وصفها عمداً على أنها «أعمال شغب» نشأت عن مجرمين سود يتسمون بالعنف. وتشير كلمة «شغب» إلى عمل طائش لا يمكن السيطرة عليه، بدلاً من استهداف نجاح السود بشكل محدد. وعلاوة على ذلك، ومن خلال قلب الضحية والجاني، ألقت هذه الروايات باللوم على سكان تولسا السود وبرأت الغوغاء البيض.
وفي الآونة الأخيرة فقط، بدأ السياسيون والصحفيون البيض في تغيير الطريقة التي يفهمون ويتحدثون بها عن العنف العنصري. وفعلوا ذلك استجابة للنشطاء السود الذين دفعوهم إلى انتقاد السياسات واللغة الخاصة بإدارة ترامب. وعلى سبيل المثال، دافع هؤلاء النشطاء عن استخدام كلمة «عنصري» بدلاً من كلمات أكثر لطفاً مثل «المشحون عرقياً» أو «المسببة للمشاكل» لوصف كلمات وأفعال تدعو بوضوح إلى العنف أو السياسات التي تميز ضد الأشخاص الملونين.
وأظهر كبار المرشحين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية أنهم يستمعون ويصغون، بدرجات متفاوتة. فقد أثارت عضوتا مجلس الشيوخ إليزابيث وارين وكامالا هاريس الغضب من البعض في الذكرى الخامسة لمقتل «مايكل براون» عندما أشارتا إلى إطلاق النار عليه من قبل ضابط شرطة أبيض باعتباره «جريمة قتل».
هذا الخطاب الجديد مهم للغاية لأنه يظهر أن المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين لعام 2020 أصبحوا يدركون أخيراً قوة أصوات السود. كما أنه ليس مجرد خطاب: فالحزب يتخذ أخيراً خطوات حاسمة نحو إنشاء منصة أكثر تقدماً بشأن قضايا مثل الحبس وعنف الشرطة والمخدرات وعدم المساواة في الدخل.
إلينا إي روبرتس*
*أستاذ مساعد للتاريخ بجامعة بيتسبيرج
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»