عندما سلك الأمير البريطاني هاري طريق والدته الراحلة الأميركة ديانا في دولة أنجولا الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، لم يمض دوق ساسكس في حقل ألغام. فقد حلّت المنازل والمحلات والطرق الممهدة محلّ الطريق الترابي الضيق الذي مرت فيه الأميرة ديانا في مدينة هوامبو الأنجولية. وتمت إزالة علامات التحذير التي تحمل صورة الهيكل العظمي والعظمتين المتقاطعتين، وكذلك الحاجة إلى ارتداء سترة واقية.
لكن بعد 22 عاماً على زيارة ديانا التي حشدت تمويلاً دولياً لإزالة الألغام، وعلى توقيع 133 دولة على معاهدة لحظر الألغام الأرضية، لا تزال المتفجرات تصيب سكان الريف من الأنجوليين، في وقت لم يتعافوا فيه بعد من حرب أهلية دامية وضعت أوزراها في عام 2002.
ومثلما أكد الأمير هاري أمام حشد في يونيو الماضي بلندن، لا يزال هناك قدر كبير من العمل اللازم، والحقيقة أن التمويل تراجع بنسبة 90 في المئة خلال العقد الماضي، وهو أمر صادم.
وكانت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لأنجولا في سعيها لإزالة الألغام الأرضية التي زُرعت خلال الصراع الدامي الذي استمر 27 عاماً، وقدمت زهاء 129 مليون دولار لتمويل هذه الجهود منذ عام 1993.
ورغم ذلك، تقلّص التمويل بمرور السنوات، بسبب جذب المعارك في أفغانستان والصومال وأماكن أخرى للانتباه العالمي.
وأنجولا، التي تدخل عامها الرابع من الركود الاقتصادي، تكافح من أجل إنهاء هذه المهمة. وقد تعهّدت الحكومة مؤخراً بتقديم 60 مليون دولار لأنشطة إزالة الألغام، لكن ذلك المبلغ لا يكفي لتحقيق هدفها بالتخلص الكامل من الألغام بحلول عام 2025.
وبمعدلات التمويل الحالية، لن تتمكن أنجولا من التخلص من الألغام الأرضية حتى عام 2046، حسبما يرى «أليكس فاينز» رئيس برنامج أفريقيا لدى «تشاتام هاوس» للأبحاث، الذي يؤكد أن إزالتها بأمان باهظة التكلفة، إذ يستخدم المتخصصون أجهزة الكشف عن المعادن والطائرات من دون طيار التي تكشف أي أمور غير طبيعية في التربة.
*رئيسة مكتب «واشنطن بوست» في غرب أفريقيا
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»