تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على ترسيخ أسس العمل الحكومي وفق رؤى بعيدة المدى، معتمدة على توظيف الطاقات والكوادر الوطنية وتحديد الأولويات وتوجيه السياسات. وقد استطاعت دولة الإمارات بالفعل تطوير العمل الحكومي بشكل جذري، وأصبحت نموذجاً ملهماً في هذا السياق، وتسابق الإمارات دول العالم المتقدمة، لمواصلة هذا التطوير عن طريق استخدام أحدث التقنيات التي أفرزتها تقنيات الذكاء الصناعي بشكل خاص والثورة الصناعية الرابعة بشكل عام. وفي هذا السياق، اطّلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الثلاثاء الماضي، على مركز الشرطة الذكي، التابع للقيادة العامة لشرطة دبي في مركز شرطة المرقبات، الذي يعدّ أول مركز شرطة تقليدي يتحول إلى مركز ذكي، ضمن إطار خطة شرطة دبي للتحول الكامل إلى مراكز شرطة ذكية تعمل على مدار 24 ساعة، لتقديم خدمات ذكية من دون تدخل بشري.
ويهدف هذا التطوير المستمر لآليات عمل الحكومة في دولة الإمارات إلى مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر، من خلال ترسيخ قيم الإبداع في منظومة العمل الحكومي في الدولة، بشكل يجعلها بيئة حريصة على احتضان الكفاءات التخصصية الخلاقة، كما يهدف هذا التطوير إلى تحقيق قصب السبق في طرق أبواب المستقبل، الأمر الذي يتطلب المزيد من العمل الشاق، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن «ريادة المستقبل لا تتحقق إلا بتبني الحلول التي تعين على ذلك، وفي مقدمتها استيعاب التكنولوجيا المتطورة في شتى المجالات، ووضعها موضع التوظيف الأمثل»، ولقد أدركت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات الأهمية الخاصة لتطوير العمل الحكومي من خلال توظيف أحدث التكنولوجيات، فقامت بالعديد من المبادرات في هذا السياق، وقد نوّه سموه بالآثار الإيجابية الكبيرة للتحول الذكي في رفع مستوى أداء مختلف القطاعات الحكومية، ولاسيما الأكثر ملامسة منها لحياة الناس، التي تقدم خدمات حيوية لا غنى عنها على مدار الساعة، من أهمها الخدمات الأمنية والشرطية.
إن دولة الإمارات، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تقدم للعالم نموذجاً متطوراً للعمل الحكومي قائم على الاستجابة لمتطلبات المجتمع بحلول مستقبلية، تلبي كل احتياجاته ضمن أقصر الأطر الزمنية وبكفاءة وجودة عاليتين، فالعالم يتطور بسرعة مذهلة، والتكنولوجيا لا تمكننا فقط من مواكبة هذا التطور، ولكنها تمنحنا الفرصة لريادته، وهذا هو الهدف الذي تسعى إليه دولة الإمارات التي تهدف من خلال استراتيجيتها المئوية 2071، إلى جعل الإمارات أفضل دولة في العالم، من خلال حزمة من الاستراتيجيات الكفيلة بإحداث قفزات نوعية في فترات زمنية قصيرة في المجالات كافة.
إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً ريادياً في تبني الحلول الإبداعية في العمل الحكومي، من خلال بناء الكفاءات والقدرات، وتطوير منهج عمل حكومي يتبنى تطلعات المجتمع، لتستلهم منه حكومات العالم أفضل الممارسات في التصميم وتوجيه مسيرة التنمية وصناعة المستقبل. ومن هذا المنطلق تستضيف دولة الإمارات القمة العالمية للحكومات، وهي أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي، تعمل كمنصة دولية تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات وتمكينها من تحقيق التفوق والريادة، وتجمع القمة قيادات الحكومات والفكر وصانعي السياسات والقطاع الخاص لمناقشة سبل تطوير مستقبل الحكومات، بناءً على أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية. ويتمثل الهدف الرئيسي للقمة في تبادل الخبرات وعقد شراكات استراتيجية لنشر المعرفة والخبرة المكتسبة من أنجح التجارب الحكومية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية