يجتمع قادة دول العالم حالياً في مدريد من أجل عقد مفاوضات حول المناخ، وتطرح كل دولة على مائدة المفاوضات وجهة نظرها وقيمها واحتياجاتها. لكن بالنسبة للدول الـ197 الموقِّعة على اتفاق باريس للمناخ، يتطلب احترار المناخ العالمي رداً موحّداً.
ولعل ما يميّز هذه القمة الخامسة والعشرين، التي تعقدها الأمم المتحدة بشأن المناخ، منذ أول أمس السبت الماضي وتستمر حتى الـ13 من الشهر الجاري، هو الشعور المتزايد بالإلحاح المرتبط بالتغير المناخي. وأعلن البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي، «حالة طوارئ مناخية» قبل أيام على تقرير للأمم المتحدة حذر من أن مسارنا الحالي من شأنه أن يفضي إلى تجاوز متوسط درجة حرارة الأرض إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية بأكثر من ثلاث درجات مئوية. ويهدف اتفاق باريس إلى كبح احترار الأرض عند 1.5 درجة مئوية فقط.
وبينما تتفاوض وفود الدول خلال قمة مدريد للمناخ، نحاول استكشاف دور الأفراد في التعامل مع هذه القضية التي تُشكل تحدياً عالمياً خطيراً.
وعندما سألنا القراء خلال فصل الخريف حول ما يعتقدونه بشأن التغير المناخي، تلقّينا عشرات الردود من أشخاص يعتبرون أنفسهم جزءاً من الحل. وتقول «سينثيا كويست» (من «دي لاند»)، في رسالتها، إنها تعهدت بتقليل قيادة السيارة بعدما «قرأت تقارير عن التغيرات المناخية التي شهدتها الطبقة الجليدية في ولاية ألاسكا نشرتها (كريستيان ساينس مونيتور)»، فباعت سيارتها في أغسطس، وعدّلت درّاجتها الهوائية لتلائم ظروف الطقس الصعبة. وتضيف كويست: «إن من الفوائد التي اكتشفتها عند الاعتماد على دراجتي الهوائية في الانتقال هو أنني أصبحت أكثر تواصلاً مع الناس في مجتمعي».
وبالتزامن مع انعقاد القمة، تظاهر آلاف الأشخاص في عدد من المدن العالمية، من بينها سانتياغو ونيويورك ومدريد، للضغط على الدول الموقعة على اتفاق باريس للمناخ للتحرك إزاء التغير المناخي.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»