توقّع وزير الدفاع الأميركي، «مارك إسبر»، أن تؤدي خطة تركيا لنقل اللاجئين إلى المناطق، التي كانت تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، «قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة، إلى مزيد من زعزعة الاستقرار، في مناطق تشهد توتراً بالفعل في شمال سوريا، وتسعى القوات العسكرية، بحسب «إسبر»، إلى التعامل مع بيئة معقدة في سوريا، عقب العدوان الذي قادته تركيا ضد القوات الكردية، التي تحالفت مع البنتاجون ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، بالتزامن مع قرار الرئيس دونالد ترامب، تقليص الوجود العسكري الأميركي هناك.
يوم الاثنين الماضي، أعلنت تركيا أنها تعتزم نقل مليون لاجئ سوري لديها إلى شمال سوريا، في إطار خطة لتخفيف عبء اللاجئين، ونقل القوات الكردية السورية، التي تزعم أنقرة أنها تشكل تهديداً إرهابياً، بعيداً عن الحدود التركية.
وأوضح «إسبر»، في شهادته أمام «لجنة الخدمات المسلحة» التابعة لمجلس النواب، إلى جانب الجنرال «مارك مايلي»، رئيس أركان الجيش، أن الوضع في شمال سوريا كان قد استقر خلال الأسابيع القليلة الماضية، حول المنطقة التي سيطرت عليها تركيا في شمال سوريا، حيث تراجعت القوات الكردية ومعها الأميركية عن تلك المنطقة، بينما تقدمت القوات التركية.
ويرى «إسبر»، أن الشيء المهم، الذي ينبغي مراقبته خلال الأشهر المقبلة، هو ما إذا كانت إعادة توطين تركيا للنازحين في المنطقة سيسبب توتراً مع الأكراد، لأن أولئك النازحين سينتقلون إلى مناطق كردية في سوريا، متوقعاً حدوث بعض الاضطرابات، وأشار إلى أن ذلك بدأ يحدث بالفعل، ولا بد من مراقبة ذلك عن كثب، وبعناية شديدة.
وقد أنهت حملة تركيا العسكرية التوازن الهش في شمال سوريا، الناجم عن التواجد العسكري الأميركي لمدة أربع سنوات، فقد سمح للحكومة السورية والقوات الروسية بالضغط على المناطق، التي كانت محاصرة لسنوات، ومنح الرئيس الروسي بشار الأسد وحلفاءه، اليد الطولى في الصراع السياسي بشأن مستقبل سوريا.
وأدى الهجوم التركي، إلى تزايد المخاوف بين المسؤولين العسكريين، حول عودة محتملة لمسلحي «داعش»، وما لذلك من تأثير مخيف على مستقبل المساعي الأميركية، للتعاون مع القوات المحلية، ورغم أن المسؤولين أشاروا إلى أنهم لم يتم رصد عودة كبيرة لـ«داعش» حتى الآن، لكنهم يتوقعون أن يواصل التنظيم شن هجمات، وفي النهاية، محاولة استعادة أراضٍ في المنطقة.
*كاتبة متخصصة في الشؤون العسكرية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»