«المال عندنا ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة لخدمة الشعب.. إن البترول والإمكانات التي وهبنا الله إياها نعمة من عند الله، وعلينا أن نحافظ على هذه النعمة، ونستغلها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن».
تلك هي مقولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله- القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة. هذه الدولة التي وضعت قواعد مسيرة الاتحاد منذ إنشائها لتؤكد قيادتها منذ التأسيس، أنها دولة قد وٌلدت ليس ليتم إضافتها إلى قائمة دول العالم، بل لتقود وتسود. ولقد تحققت رؤية المغفور له الشيخ زايد في تأسيس دولة يُشار إليها بالبنان في مشارق الأرض ومغاربها، بفضل إنجازاتها وفي مقدمتها الإعجاز الذي تحقق في زمن قياسي، وهو تكوين الموارد البشرية الوطنية التي تحمل لواء التنمية في مختلف المجالات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – حفظه الله – وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله – وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكام الإمارات.
إن إنجازات دولة الإمارات، خلال مسيرة الاتحاد، جعلت منها دولة تقود العالم العربي والعديد من دول العالم في استراتيجيات التنمية والريادة في مؤشرات التنافسية العالمية. وقد سبقت الإمارات دول المنطقة ودولاً متقدمةً في وضع استراتيجيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والابتكار، وغيرها الكثير في مختلف المجالات، إضافة لنشر قيم ومبادئ التسامح. وفي الوقت نفسه، تسود الإمارات بفضل مجتمع الأمن والأمان والرخاء والازدهار الذي تحقق للمواطن، وأصبح مطلباً للعيش فيه يرنو إليه مواطنو الدول الأخرى. ولطالما وضعت قيادة الإمارات نصب عينها ضرورة العمل على نقل إنجازاتها وخبرتها للدول العربية، رغبةً منها في تحقيق رؤية أخرى خالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – عندما قال: «إن الوحدة العربية التي تعتبر دولة الإمارات نواتها، ليست حلماً أو ضرباً من الخيال، ويمكن لهذه الأمة تحقيقه إذا صدقت النوايا وتفاعلت الأماني بالعمل».
ولعل من أبرز البراهين على تلك المقولة، إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تطوير أول قمر صناعي عربي، بوساطة تحالف الفضاء العربي الذي يضم 11 دولة عربية، بقيادة الإمارات.
وفي ظل إنجازات الإمارات التي وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، بفضل تسخير المال لمصلحة الوطن والمواطن، كان من الطبيعي أن يتم توجيه سهام الحقد والكراهية لها حيناً بعد آخر. ولذلك لم يكن من المستغرب أيضاً أن يطلق القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مقولة أخرى كانت - وما زالت - بمثابة التوعية والتحذير في آنٍ واحدٍ لمواطن الدولة لإيمانه – طيب الله ثراه – بقدرة رجال ونساء الإمارات على تحقيق الإنجازات الحضارية التي ترفع من شأن الدولة، عندما قال رحمه الله:
«احذروا يا أبنائي من التيارات المسمومة التي تأتيكم من الخارج ولا تقربوها ولا تعملوا بها.. اعملوا ما ترونه مفيداً وصالحاً للوطن من أجل تحقيق المزيد من النمو والازدهار والتقدم». وملخص القول، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة – منذ قيامها - ماضية قدماً في مسيرة التنمية والتطوير والريادة الإقليمية والدولية مع تميزها، قيادةً وشعباً، بالقدرة على بلوغ أهدافها ومواجهة كيد الكائدين وسهام الحاقدين بالمزيد من الإنجازات والتقدم.