وضع متجر في نهاية الشارع الذي يقع به منزلي في لوس أنجلوس سياجاً من البلاستيك الأزرق حول الرصيف الخاص به لأن أصحابه كانوا على وشك البناء. وبعد أسابيع قليلة، أدركت أن أصحاب المتجر لا يبنون أي شيء، وأنهم كانوا يمنعون المشردين من النوم على الرصيف.
وأول ما تبادر إلى ذهني أنهم أشخاص يفتقرون الذوق. ثم فكرت أنه من الصعب على المتجر أن يجذب الزبائن بينما توجد أمامه خيام تضم أشخاصا مشردين. وبعد ذلك شعرت بالسعادة أنه لم يعد هناك مشردون.
تقترب أزمة المشردين في ولاية كاليفورنيا، التي بها الآن نحو 60,000 شخص في لوس أنجلوس، من أن تكون حرباً غير معلنة: فالسائقون يلقون الحجارة ويطلقون الرصاص على الأشخاص النائمين في الخيام. وقام الملاك والمستأجرون بتثبيت عوائق من كافة الأنواع لإبعاد المشردين. وأرسلت مدينة لوس أنجلوس محققين من مكتب خدمات الشوارع لحصر الأسوار غير القانونية والشجيرات الشائكة وحدائق الصّبار التي وضعها أصحاب المتاجر وملاك المنازل، فوجدوا عددها وصل إلى 299، والمزيد منها يتم وضعه كل أسبوع.
في الأسبوع الماضي، رفضت المحكمة العليا قبول الطعن في قضية «بويز، إيداهو» التي حكمت بأن المدينة لا يمكنها إصدار تذاكر للمشردين للتخييم بشكل غير قانوني في الأماكن العامة. ويعد هذا القرار تذكيراً بأن حكومات المدن تتوق لأي أدوات يمكن استخدامها.
جلست لتناول الشاي مع «كريستوفر هوماندبيرج»، وهو محامي في لوس أنجلوس متخصص في حقوق المستأجرين، وفي شهر يناير، ساعد على تكوين منظمة «كي تاون للجميع»، وهي منظمة للمشردين في الحي الكوري «كوريا تاون». وفي وقت فراغه يقوم بتفقد حيه المتطور بالقرب من وسط المدينة بحثا عن الأسوار غير الشرعية، وقد قام بتسجيل أكثر من 100 شكوى في المدينة.
وأخذني «هوماندبيرج» في جولة لما يمكن تسميته «تكنولوجيا منع المشردين». ووجدنا كل جزء تقريبا في هذا الحي الكوري مزين بأصص النباتات والصبّار والأشجار الصغيرة. وقال هوماندبيرج «إنها ليست أشجارا. إنها نباتات تشبه السيوف».
وفي أحيان كثيرة، يتفق مجموعة من أصحاب المتاجر أو ملاك المنازل على الاتصال بخدمات المدينة (311) لإزالة مجموعة من الخيام. وينتظر مصممو الحدائق وصول رجال الشرطة، وبينما يضع المشردون أمتعتهم في الحقيبة، يقومون بتثبيت الشجيرات.
جويل شتاين*
*مؤلف كتاب «دفاعا عن النخبوية»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»