ألقت أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19) الضوء على الدور الحيوي الذي يقوم به قطاع الصحة في كل المجتمعات، والأهمية البالغة لتطويره لمواجهة هذه الأزمة الطاحنة التي يعاني العالم بسببها معاناة شديدة خلال المرحلة الراهنة، وحتى يتمكن هذا القطاع الحيوي من مواجهة أي أزمات أخرى قد تظهر مستقبلاً. ومن المؤسف أن هذا القطاع لم يحظَ بالاهتمام المطلوب من قبل بعض الدول التي قد تعاني بشكل كبير، إذا استفحل هذا الوباء خلال المرحلة المقبلة. لكن بعض الدول كان لديها اهتمام كبير بذلك القطاع قبل ظهور هذه الأزمة، ومن ثم فقد نجحت في امتلاك منظومة صحية قوية، وهذه الدول ستكون قدرتها أكبر في مواجهة ذلك الوباء.
ومنذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971 أولت دولة الإمارات العربية المتحدة قطاع الصحة أهمية كبيرة، انطلاقاً من الاهتمام الكبير بتطوير الخدمات المقدمة لمواطني الدولة وكل من يقيم فيها، فقامت بإنشاء العديد من المستشفيات التي انتشرت في كل مناطق الإمارات وتم تجهيزها على أعلى مستوى، ومدت الدولة مظلة التأمين الصحي، لتشمل ليس كل المواطنين فقط، وإنما كل من يقيم على أرض الدولة، وقد تطور قطاع الصحة في دولة الإمارات بشكل كبير، حتى وصل إلى ما وصل إليه من مستوى متقدم للغاية خلال المرحلة الراهنة. ويؤكد التعامل الناجح لهذا القطاع مع أزمة وباء كورونا مدى درجة جاهزيته العالية.
وإذا كانت أزمة وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19)، قد سلطت الأضواء بشكل لم يحدث منذ سنوات طويلة على الدور الحيوي للقطاع الصحي، فإن الحديث انصب في هذا الصدد على الذخيرة الحية لهذا القطاع ممثلة في الأطباء والمرضى، الذين كشفت هذه الأزمة عن الدور الحيوي الذي يقومون به في خدمة مجتمعاتهم، وما يبذلونه من جهد خارق خلال هذه الظروف العصيبة التي يعيشها العالم حالياً. وهذه الجهود، بلا شك، هي محل تقدير كبير من قبل كل الدول والمجتمعات، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا السياق، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساباته التواصلية على شبكة الإنترنت حملة #شكراً_خط_دفاعنا_الأول، تقديراً لجهود الفرق والكوادر الطبية كافة وكل العاملين في القطاع الصحي في الدولة، من أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين وفنيين، الذين يعملون على مدار الساعة. ونشر سموه عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» فيديو لعدد من الكوادر الطبية في الدولة، التي تقوم بواجبها في مكافحة وباء فيروس كورونا، واصفاً إياهم بالأبطال وخط الدفاع الأول، نظير جهودهم التي يقومون بها في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين في الدولة. ودعا سموه فئات المجتمع الإماراتي كافة، إلى توجيه عبارات ورسائل شكر للفرق والكوادر الطبية في الدولة. ومن جانبه ثمّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الجهود الكبيرة التي تقوم بها كوادرنا الطبية، وقال سموه في حسابه على «توتير»: «خالص الشكر والتقدير للكوادر الطبية من أصغر موظف إلى أكبرهم.. الذين وقفوا في خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية، نحن مدينون لهم وعملهم هذا لا يمكن أن ننساه». وأكد سموهما أن كوادرنا الطبية تمثل خط دفاعنا الأول في حربنا ضد الوباء العالمي، ويقفون في الصفوف الأمامية ونحن مدينون لهم، وعملهم هذا لا يمكن أن ننساه.
ولا شك أن هذا الموقف الداعم لكوادرنا الطبية من قبل قيادتنا الرشيدة، إنما يؤكد اهتمامها الكبير بصحة الإنسان وضرورة حشد كل الجهود لمواجهة هذا الوباء الخطير، وهو يمثل بلا شك حافزاً كبيراً لكل العاملين في القطاع الصحي، لبذل أقصى ما يستطيعونه من جهد حتى يمكن التغلب على ذلك الوباء في أسرع وقت ممكن.