كثرُ الحديث مؤخراً عن أنواع من الطعام، وعن أصناف من المكملات الغذائية التي تُباع في الصيدليات ومحلات البقالة والسوبر ماركت، والتي يمكنها أن تقوي جهاز المناعة، وأن تحقق الوقاية من العدوى. والحقيقة الخالصة والصافية هي أنه لا يوجد طعام معين، أو مكمل غذائي سحري، يضمن لك تقوية جهاز المناعة، أو أن يقيك من العدوى من الكورونا. وهي الحقيقة التي يؤكدها عزم السلطات الصحية في العديد من دول العالم، مثل وكالة الأغذية والعقاقير الأميركية، ملاحقة ومقاضاة من يطلقون أو يروجون لهذه الادعاءات، وخصوصاً من يحاولون التربح منها.
وإنْ كان هذا لا يعني أنه لا يمكن دعم ومساندة جهاز المناعة، من خلال الاعتماد على نمط غذاء صحي متوازن. فجهاز المناعة، مثله مثل بقية أجهزة وأعضاء الجسم، يحتاج إلى إمدادات مستمرة من الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، كي يتمكن من أداء وظيفته على أكمل وجه. وربما كان أسهل وأفضل الطرق للحصول على هذه المكونات الغذائية الدقيقة، وفائقة الأهمية، هو احتواء الطعام اليومي على كميات كافية من الخضراوات والفواكه، أو بالتحديد النصف على الأقل. وسنستعرض هنا بعض أنواع الأغذية والأطعمة، ودورها في دعم جهاز المناعة، وباقي أجهزة الجسم، على أن نتعرض لأنواع أخرى في المقال القادم.
1) الفواكه والخضراوات الصفراء والبرتقالية اللون، مثل الجزر، والمشمش، والبطاطا الحلوة، والمانجو، والشمام الأصفر، والقرع، بالإضافة إلى السبانخ، والبروكلي، وما يعرف بالكرنب الأجعد (Kale). حيث تحتوي هذه الأصناف على مادة البيتا-كاروتين، والتي يستخدمها الجسم لإنتاج فيتامين (A)، والذي يعتبر مكوناً أساسياً للتمتع بمناعة قوية، من خلال مساعدة الأجسام المضادة على التعامل مع السموم والأجسام الغريبة الدخيلة.
2) الحمضيات، والفراولة، والكيوي، والفلفل الحلو، والكرنب والقرنبيط المطبوخين. حيث تحتوي هذه الأصناف من الخضراوات والفواكه على نسب مرتفعة من فيتامين (C)، والذي يساعد على رفع مستوى الأجسام المضادة في الجسم، وينشط خلايا الدم البيضاء، ويحفز نموها ونضجها، وهو ما يساعد بدوره على تحديد نوع الدفاعات التي يحتاجها الجسم، وزيادة الكميات المتوفرة منها. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول 200 ميليجرام على الأقل من فيتامين (C)، يمكنه أن يخفف نسبياً من أعراض البرد الشائع، وهو ما لم يؤكد بشكل قطعي بعد.
*كاتب متخصص في الشؤون العلمية والطبية