بات من الواضح الآن أن أزمة كورونا قد قلبت انتخابات 2020 بالكامل. لا أتحدث عن السياسة، رغم أن هذه أيضاً تم التشويش عليها، وإنما عن نوفمبر، المؤتمرات، وجمع الأموال، والقيام بالحملات، وباقي لوجيستيات التصويت. وقد أوضح هذا جو بايدن، الثلاثاء الماضي، عندما شكك فيما إذا كان «الديمقراطيون» سيعقدون مؤتمرهم الذي ينتظم كل أربع سنوات في ميلواكي في شهر يوليو. هل سيجتمع كل هؤلاء الناس في ساحة، يرتدون قبعات العم سام ويهتفون؟ قال بايدن لبراين ويليامز من شبكة «إم إس إن بي سي»: «من الصعب تصور ذلك».
ومن الأسهل قليلاً تخيل انعقاد المؤتمر «الجمهوري» في شارلوت في شهر أغسطس، لأنه غير مقرر الانعقاد أصلا. والرئيس ترامب يحب الفرقعة البصرية لحشد صاخب كبير. لكن ماذا عن حشوده؟ ربما لن تكون قبل منتصف الصيف، حتى تصبح فكرة جيدة. ويبدو أن القيام بالدعاية الانتخابية عبر الاتصال المباشر بالناخبين غير وارد حالياً.
ومن الممكن استخدام برنامج زووم، والقيام بالدعاية الانتخابية الافتراضية، مع وجود مرشح على الشاشة يستضيف «حشداً» مجتمعاً حول أجهزة اللاب توب! لقد قامت حملة بايدن بالفعل بتحويل بعض الاجتماعات المقرر عقدها مسبقاً إلى أحداث افتراضية. وهكذا سيكون الأمر بالنسبة للمرشحين في الانتخابات الأقل أهمية.
إن التكنولوجيا رخيصة، وتريح من متاعب السفر. وقد تستمر إدارة الحملات افتراضياً حتى بعد انحسار الوباء. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال «ريك ويلسون»، مستشار الحزب الجمهوري لشبكة «إن بي سي»: «ربما ترى كيف يبدو المستقبل».
وبالنسبة للتصويت، فقد تأثر هو كذلك بالفعل، حيث قامت 14 ولاية على الأقل، بالإضافة إلى بورتوريكو، بتأجيل الانتخابات التمهيدية. ومن الممكن جداً أن تسمح المزيدُ من الولايات في الأشهر القادمة لعدد أكبر من الناخبين باختيار الاقتراع عن طريق البريد. كما يمكن إطالة فترة التصويت أو تشجيع التصويت المبكر، مما يسمح بتباعد صفوف الناخبين أو تقصيرها في الانتخابات التي كان متوقع أن يحطم الإقبال عليها الرقم القياسي.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»