تشير بعض الدراسات الحديثة إلى دور محوري لفيتامين (D) في الحفاظ على كفاءة وفعالية جهاز المناعة، وبالتحديد قدرته على تحقيق الوقاية من العدوى التنفسية، لدى بعض الأشخاص. وترد تلك الدراسات هذا الدور إلى احتمال اعتماد جهاز المناعة على فيتامين (D) في تخليق وتصنيع بروتينات مناعية خاصة، يستخدمها الجسم في مكافحة البكتيريا والفيروسات. كما يربط البعض بين هذا الفيتامين، وبين تكاثر ونشاط نوع خاص من كرات الدم البيضاء (T2 Killer Lymphocytes) التي تثبّط انتشار البكتيريا والفيروسات.
وللأسف تعاني معظم دول وشعوب العالم وباء خفياً من فيتامين (D)، بما في ذلك دول المنطقة. فرغم أن بعض أنواع الطعام، مثل الأسماك الدهنية والبيض والفطر، تحتوي على هذا الفيتامين، فإن جميع هذه الأطعمة يمكنها تلبية 10? فقط من الاحتياجات اليومية من هذا الفيتامين الحيوي، بينما تتم تلبية الـ90? الباقية من خلال تصنيع الفيتامين ذاتياً في خلايا الجلد، وهي عملية تتطلب التعرض لأشعة الشمس لفترة كافية بشكل يومي.
لكن لأننا أصبحنا نقضي معظم ساعات اليوم داخل مبان مغطاة تقينا من أشعة الشمس، سواء في أماكن العمل،أو أماكن الإقامة، أو حتى أثناء أوقات الترفيه والتسوق، بالترافق مع تزايد المخاوف من خطر الإصابة بسرطان الجلد جراء فرط التعرض لأشعة الشمس، أو لتجنب اسمرار الجلد من قبل البعض.. يمكن أن ندرك لماذا بات نقص هذا الفيتامين مشكلة صحية عامة في العديد من دول العالم، وخصوصاً في دول المنطقة التي تتميز بمناخ حار رطب معظم أوقات السنة، يجعل السكان يتجنبون أشعة الشمس قدر استطاعتهم.
وتعتبر الأسماك الدهنية، مثل السلمون والسردين، بالإضافة للفطر والأجبان والبيض، من أهم المصادر الغذائية لفيتامين (D). كما يمكن الحصول على قدر كاف من هذا الفيتامين، من خلال تعريض الجلد لأشعة الشمس، لفترة عشر دقائق مرتين أسبوعياً، بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة عصراً، وهو ما يمكن تحقيقه حتى خلال زمن العزل والتباعد الجسدي. ويمكن أيضاً الحصول على الاحتياجات الضرورية من فيتامين (D)، باستعمال كبسولات تباع في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية، أو من خلال بعض الأطعمة والمشروبات، مثل حبوب الإفطار والعصائر والألبان المدعمة بكميات إضافية من الفيتامين، والمتوفرة في الأسواق المحلية.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية