إنني متواجد اليوم في أبوظبي ممثلًا عن الحكومة البريطانية خلال اجتماع فريق الاتصال حول ليبيا. وأتوجه بشكري لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات لاستضافته هذا الاجتماع، وللدور المهم الذي تستمر الإمارات العربية المتحدة في تأديته على الصعيد الدولي. تستضيف أبوظبي اليوم في هذا الاجتماع ما يفوق 30 دولة من كافة أنحاء المعمورة، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية. ويسعدني أن أرى المزيد من الدول تنضم لهذا الإجماع الدولي، حيث أن اتساع مجموعة الدول الحاضرة ضمن فريق الاتصال حول ليبيا، يؤكد وحدة المجتمع الدولي وعزمه وتصميمه على تنفيذ قراريّ مجلس الأمن الدولي رقم 1970 و1973. سيواصل فريق الاتصال الإعراب عن صموده الراسخ إلى جانب الشعب الليبي، ويناقش ما يتطلب عمله لتمكين الشعب الليبي من بناء مجتمع يفي باحتياجاته وتطلعاته المشروعة. وإنني أتطلع لأن أناقش مع المجلس الوطني الانتقالي رؤيته المستقبلية لأجل أن تكون ليبيا تعددية ومنفتحة، وتحترم سيادة القانون وحقوق الإنسان، وبشأن عملية سياسية تساعد في تحقيق ذلك. المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب الليبي، وسوف نستمر بدعمنا الكامل لأعضائه. كما سيستمع فريق الاتصال لفريق الاستجابة للمساعدة على الاستقرار الذي يساعد المجلس الوطني الانتقالي في التخطيط لإعادة الإعمار بعد انتهاء القتال في ليبيا بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة. وتلك جهود حيوية وتكشف عن نهج استراتيجي شامل ومترابط تجاه ليبيا. لقد تحقق الكثير حتى الآن من حيث حماية الشعب الليبي وتلبية احتياجاته. وأنقِذت حياة آلاف الليبيين بفضل الإجراء الدولي المشترك وجهود الليبيين أنفسهم. وقد خصصت المملكة المتحدة حتى الآن ما يفوق 13 مليون جنيه استرليني لجهود الإغاثة الإنسانية، كما قدمت دعماً عينياً يُقدّر بعدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية. إلا أن الأعمال الوحشية المستمرة التي يرتكبها القذافي تعني بأن هنالك حاجة لبذل المزيد من الجهود. ولسوف نبذل كل ما في وسعنا لتقديم المساعدة لمن يحتاجها من المواطنين. إن الوقت ليس في صالح القذافي، كما هو واضح. فهو يواجه عزلة دولية ومحلية. وسوف يعاود فريق الاتصال تأكيد رسالة لا لبس فيها مفادها أن القذافي ونظامه قد فقدوا كل شرعيتهم. عليه أن يرحل لكي يتمكن الشعب الليبي من تقرير مستقبله. وإلى أن يرحل، سوف تتصاعد الضغوط عليه في كافة المجالات: اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وسيبقى المجتمع الدولي ثابتاً على التزامه بمساعدة الشعب الليبي. أليستر بيرت وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية