القيادات هي التي تؤثر في المكان والزمان، وتترك بصماتها، وتوجد البيئة المناسبة للعمل الجاد خدمةً للإنسانية دون تمييز في الدين والعرق والموطن، وقد تحققت هذه الصورة الناصعة الجميلة في شخص سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. حري بنا أن نُسجل باعتزاز، أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، قد استلهم روح العطاء والإيثار، وعواطفه الإنسانية من الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي أضفت على هيئة هلال الأحمر الإماراتي مسحة إنسانية، ما دفعها للعمل والمثابرة لتتبوأ الصفوف المتقدمة لهيئات الهلال الأحمر الدولية، لتؤدي بذلك دور«الدبلوماسية الإنسانية» كمنظومة قيمية تُضاف إلى القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة وترفع من سمعتها. وتجدر الإشارة إلى أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، تولى منصب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر عام 1986 ثم رئيساً للهيئة عام 1993وفي عام 1997 تعزز دور الهيئة بقبول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لمنصب الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي. وفي عام 2001 تم اختيار الهلال الأحمر الإماراتي ثاني أفضل هيئة إنسانية على مستوى قارة آسيا. مؤخراً، أصدرت هيئة الهلال الأحمر تقريرها السنوي الخاص بالمساعدات الإنسانية والبرامج الإغاثية والمشاريع التنموية وكفالات الأيتام خارج الدولة خلال عام 2017، التي بلغت 514 مليوناً و71 ألفاً و755 درهما واستفادت 22 دولة من هذه المشروعات الإنسانية. في هذه المناسبة قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إن: «الهيئة» انتقلت بنشاطها إلى مراحل متقدمة من التمكين الاجتماعي، والعمل التنموي وأصبحت أوسع انتشاراً، وأكثر وجوداً في مناطق الأزمات والكوارث. وقال سموه: «هناك العديد من العوامل تضافرت، وجعلت من (الهلال الأحمر) الإماراتية عنصراً أساسياً في محيطها الإنساني. وشدد سموه على أن مبادرات القيادة الرشيدة عبر «الهلال الأحمر»، ساهمت بقوة في تعزيز قدرات الهيئة الإغاثية واللوجستية وتحركاتها الميدانية. في سياق أهداف «هيئة الهلال»، وقيامها بالأنشطة الداخلية والخارجية. نخص بالذكر العمل التطوعي بالهيئة. ومع مواصلة العمل وتراكم الخبرات، استطاعت الهيئة إنتاج ثقافة «التطوع» في مجتمع الإمارات حتى ترسخت قيمته، وكذلك الأمر بالنسبة لنشاط التبرعات للأعمال الخيرية، خاصة ما توليه الهيئة لكفالة اليتيم التي تمثل حصة كبيرة من أشغال الهيئة، وهذا ما أكده تقرير الهلال. عند مقاربتنا لبيئة الهلال الأحمر، نستطيع أن نُشبهها بمدرسة في تعلم «القيم الإنسانية». أعداد كبيرة من الشباب والكبار عملوا في الهيئة، وخبرناهم قبل وبعد خروجهم منها، كان التأثير واضحاً فيهم. ومثال على ذلك، مشاركة الهلال في تقديم المساعدات الطبية والعينية في زلزال 2003 في الجزائر، وقد اصطحبتهم في أثناء مهامي كسفير هناك. زار وفد الهلال المخيم، فرأيت مسؤولين في الوفد يُقبِلون رؤوس كبار السن وهم يقدمون لهم الهدايا، تلك مزايا إنسانية لا تتكرر في هيئات أخرى، وربما «دعوة صادقة من هؤلاء، تكون حصناً وأمانا للإمارات». ومن الوفاء هنا، الترحم على أرواح شهداء الوطن الذين سقطوا في ساحة العمل الخيري لهلال الإمارات. ستكون هناك تحديات مستقبلية كبيرة ومتعددة ستواجه هيئات الهلال الأحمر، من خلال دعوة الأمين العام لمؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني لقادة العالم إلى النهوض بمسؤوليات رئيسة والوفاء بها واجب أخلاقي للاستثمار في الإنسانية.