مهمة وكالة حماية البيئة دائماً هي حماية صحة الإنسان والبيئة في الولايات المتحدة. ولكن منذ أن تولى «سكوت برويت» رئاستها قبل أكثر من عام، لم يخف أن مهمته الشخصية هي القيام بعكس ذلك. وبمرور الوقت، تجاهل «برويت» ما يتعلق بوكالته من بيانات وتحليل وتوصيات من أجل حماية الشركات التي تحدث تلوثاً. فهو يقوم بتعيين الأشخاص الذين لديهم صلات وثيقة بالصناعات التي من المفترض أن تنظمها الوكالة. وبعد مرور أقل من شهر على الاجتماع «الوجيز» بين «برويت» ومسؤول تنفيذي بارز في شركة «داو كيميكال» في شهر مارس الماضي، أعلن «برويت» أنه سيرفض منع رش مبيد الآفات «كلوربيريفس» الذي تنتجه الشركة، على الرغم من وجود مراجعة من علماء وكالة حماية البيئة، والتي وجدت أنه حتى الكميات الضئيلة من المادة، يمكن أن تؤثر على نمو الدماغ عند الأطفال. وبرفض الموافقة على نصيحة خبراء الوكالة بحظر المادة، يكون «برويت» قد رفض العلم وعرَّض صحة الأطفال للخطر وأفاد أصدقاءه في الصناعة. بيد أن هذا ليس كل شيء. ففي يناير 2016، قام موظفان من شركة «سينجنتا» للأعمال الزراعية بتكليف 20 عاملاً للعمل في حقل عولج مؤخراً بمادة «كلوربيريفس» في هاواي، مما يعرضهم لمستويات خطيرة من المبيدات الحشرية. وفي وقت لاحق من هذا العام، أعلنت وكالة حماية البيئة، تحت قيادة «جينا مكارثي» أنها ستفرض غرامة تقدر بنحو 4.9 مليون دولار على «سينجنتا» بسبب سوء استخدامها للمادة الكيميائية خلال الواقعة التي حدثت في يناير. بيد أن مساعدة «سينجنتا» كانت هي الوسيلة التي أصبح بها «برويت» مديراً. ففي أكتوبر 2017، قام «برويت» بتعيين «جيف ساندز»، وهو مسؤول سابق في «سينجنتا»، في منصب كبير مساعديه للشؤون الزراعية. وفي ديسمبر، أكد مستشار البيت الأبيض أن ساندز يمكنه مواصلة العمل في قضايا تتعلق بصاحب عمله السابق -بما في ذلك القضايا التي مارس ضغوطاً بشأنها من قبل، مثل لوائح وكالة حماية البيئة فيما يتعلق بالمبيدات الحشرية. وفي فبراير، خفضت الوكالة الغرامة المفروضة على «سينجنتا» بسبب انتهاكها للوائح استخدام المبيدات إلى 150 ألف دولار دون تفسير، ولم يغير «برويت» فقط سياسة وكالة حماية البيئة فيما يتعلق باستخدام الشركات للملوثات، بل أهدر أيضاً أموال دافعي الضرائب. جون بوديستا مدير الحملة الرئاسية لهيلاري كيلنتون ينشر بترتيب خاص مع خدمة «وواشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»