خلال العام الماضي، حققت حركة حظر استخدام المصاصات البلاستيكية (الشاليمو) نجاحاً، حيث قررت شركات كبرى من بينها ستاربكس إلغاء استخدامها في فروعها، وقامت بعض المناطق الحضرية الرئيسية بتعميم الحظر على مستوى المدينة.
وكان هذا الاتجاه الاستهلاكي والبيئي مثالا مشجعاً على العمل الجماعي على نطاق الاقتصاد ككل وساعد بلا شك على حماية محيطاتنا وحياتنا البحرية من هذه المخلفات البلاستيكية.
ولكن في نهاية الأمر، هذه الإجراءات ما هي إلا خطوات بسيطة نحو حل مشكلة كبيرة.
ولكي ننقذ المحيطات حقاً، علينا اتخاذ إجراءات جادة لمنع التغير المناخي على نطاق عالمي –والقيام بذلك قريباً.
إن محيطاتنا تمثل أهمية في حياتنا –فهي تعد مصدراً لغذائنا ووسيلة لانتقالنا علاوة على تأمين حدودنا وتوفير فرص العمل لنا.
وهي أيضاً تمدنا بالأكسجين وتمثل مصدر إلهام لنا –ولكن بمرور الوقت، تعكس لنا العناوين الرئيسية نظرة تشاؤمية.
فالشعاب المرجانية حول العالم تموت؛ ويؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى إغراق المجتمعات الساحلية والتهديد بإغراق بعض من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم؛ ويسحب الصيادون من نيو انجلاند حتى ألاسكا شباكهم فإذا بها خاوية من الأسماك.
ومن ناحية أخرى، فإن حدة العواصف تهدد ليس فقط خطوطنا الساحلية بل أيضاً مجتمعاتنا الداخلية.
ويعد التغير المناخي من أكبر العوامل التي تسهم في كل هذه المشاكل، ورغم ذلك فإن المحادثات حول الحلول المناخية لا تتطرق إلى المشاكل التي تواجهها المحيطات.
وإذا كنا كأمة نريد البقاء والازدهار على كوكب يتسم بالاحترار، يجب أن يتغير هذا.
وفي القمة العالمية للعمل من أجل المناخ، التي عقدت هذا الأسبوع في ولاية كاليفورنيا، تم إدراج المحيطات أخيراً على جدول الأعمال.
وتوفر لنا هذه القمة فرصة للجهات الفاعلة غير الفيدرالية للاجتماع ومناقشة كيف يتسنى لنا كأمة وللعالم التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها من خلال القيادة من المستوى المحلي – لا سيما، من دون التزامات أو قيادة من الحكومة الأميركية، التي أعلنت عن نيتها سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قبل أكثر من عام.
إن إنشاء وتفعيل مناطق بحرية محمية يعني إمكانية انتعاش المخزون السمكي حتى في المحيطات الدافئة، ما يعني مزيداً من الأمن الغذائي والمزيد من فرص العمل في مجال الصيد.
واستعادة النظم الإيكولوجية «للكربون الأزرق»، مثل الحشائش البحرية وأشجار المانجروف، قد يعني أن المحيطات يمكنها مواصلة العمل لاستيعاب الكربون الزائد لدينا، وتطهير مياهنا وحماية مجتمعاتنا.
وربما تكون المحيطات معرضة لخطر شديد من التأثيرات المناخية، لكنها يمكن أيضاً أن تكون الأساس لاقتصاد أزرق جديد.
ورغم ذلك، فإن الواقع الصعب هو أن العمل الذي لا يتبع جهات حكومية، والذي تم الترويج له في قمة التغير المناخي التي عقدت هذا الأسبوع، ليس كافياً بحد ذاته، وإن كان مدروساً ومتفائلاً، لخلق التغيير الحقيقي الذي نحتاج إليه لتجنب وقوع كارثة.
وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن الالتزامات بخفض الانبعاثات من المدن والولايات والأقاليم والشركات مهمة للغاية لكنها «لا تزال غير كافية للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى" أقل من 2 درجة مئوية"، والعمل نحو قصرها في حدود "1.5 درجة مئوية" –وهو الحد المنصوص عليه في اتفاقية باريس لبدء حدوث احترار خطير.
وعلى المستوى الوطني، لم تكن إدارة ترامب غير فعالة فحسب – بل قامت بإجراءات عنيفة لرفع درجة حرارة كوكبنا وإلحاق الضرر بمحيطاتنا، حيث اندفعت بشكل متهور لزيادة عمليات الحفر البرية والبحرية.
ولا يمكننا السماح لرئيس لا يهتم بشأن التغير المناخي أن يمنعنا.
وحظر استخدام المصاصات البلاستيكية، وإن كان يبدو إجراء بسيطاً، يظهر اهتمام الأميركيين.
فهل سيستمر الأميركيون في استخدام أصواتهم وأموالهم في إحداث تغيير حقيقي في محيطاتنا؟ أعتقد أن بوسعهم القيام بذلك، وسيفعلون ذلك.
وأعتقد أيضاً أن جعل مشكلة المحيطات جزءاً من المناقشات التي تسعى للتوصل لحلول مناخية – على المستوى الوطني ودون الوطني والعالمي – سيقودنا إلى مستقبل أكثر استدامة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»