لأنك البطل يا«الأبيض» فلابد أن تكون على الوعد، وأن تقدم الجديد اليوم أمام العراق، فلا مجال سوى الفوز، وأنت تملك المؤهلات..تملك الطموح بلا سقف.. تملك المهارات والخبرات والكفاءات في كل الخطوط، فقط عليك أن تثق بنفسك.. فبرغم التعادلات لا يستطيع أحد أن ينكر أنك الأفضل في الأداء، وأن مبادئ المنطق، وهدايا الحظ، وإنصاف التوفيق قد تخلت عنك كثيراً في مباراتي عمان والكويت، في الوقت الذي قاتلت من أجل الآخرين حتى النخاع. ولأنك البطل يا«الأبيض» فلا مجال للمستحيل، ولا مجال للقلق أو التوتر، ثقتنا فيك بلا حدود، هكذا تعودنا معك منذ فترة طويلة، وهكذا نتوقع منك أن تمضي حتى النهاية للدفاع عن لقبك بكل شجاعة وجرأة، وهذا لا يحول دون التعامل بحذر مع المنتخب العراقي الذي يملك الأمل، ويملك الخطورة في خط الوسط، ويملك الإرادة. وفي ظني أن الحذر في المواقع الحاسمة من شيم الكبار، وليس لدي شك في أن اللاعبين والجهاز الفني قد استوعبوا درس الكويت، فنصف ساعة لا تكفي لإنهاء المواجهة لمصلحتنا، ودقيقة واحدة بلا تركيز يمكن أن تخلط كل الأوراق، والعبرة بالنتيجة في كرة القدم، وليس بالأداء، ففي مباراتي عمان والكويت كان أداء الأبيض هو الأفضل والأمتع، والأروع، لكن كل هذه المسميات لم تمنحنا النقاط، لأن المباراة 90 دقيقة من الكفاح، والتضحيات، من الأمل والشجاعة، من الإقدام والجرأة، من المغامرة والحذر. ولأنك البطل يا منتخبنا نريدها حاسمة من البداية، نريدها أن تعكس للجميع المستوى الحقيقي، وأن تنهي حالة التعادلات، وأن تصدر القرار الأول بالفوز، وأن تبعث برسالتها التحذيرية الأولى لكل من يهمه الأمر.. نريدك أن تختصر كل الخبرات التي اكتسبتها في 90 دقيقة، كفاح بلا أخطاء، سرعة بلا تسرع، هجوم بلا إهمال للأدوار الدفاعية، جرأة بلا تردد، وعمل جماعي بلا إنكار لدور المهارات الفردية لعموري ومبخوت والحمادي، والتي يمكن أن تصنع الفارق في أي لحظة. أتمنى أن يستدعي منتخبنا مشاهد خليجي 21 بالبحرين، فاللاعبون هم اللاعبون، والجهاز الفني هو الجهاز الفني، ولا شيء تغير سوى الزمن.. وفي«خليجي 21 » كان الأبيض يفرض إرادته في كل المباريات، ويلقي بيانه على كل المنافسين، ويبادر من البداية فيضع الآخرين في موقف رد الفعل، ويهاجم بشراسة، ويدافع بصلابة، ويمضي للأمام فلا ينظر إلى الخلف، ولا يمنح أحداً أي فرصة لاغتيال أحلامه المشروعة. وفي الختام، أقولها بكل ثقة «نعم نستطيع» وموعدنا الثامنة إلا الربع بتوقيت الرياض، وسوف نحتفل جميعاً بعدها ليتجدد الحلم من جديد، ولتسعد جماهير الأبيض العاشقة للإبداع والفن والجميل. كلمة أخيرة لأنك البطل..لابد أن تكون آخر المغادرين