واجه مشروع القرية العالمية الذي تم إطلاقه في دبي منذ 20 سنة انتقادات عند بداية انطلاقته، إذ كان البعض يزعم أن المشروع لن يكتب له النجاح، خاصة لأنه موسمي، وأن عدداً كبيراً من المحال التجارية داخله ليست إلا تكراراً لما هو موجود في السوق المحلي..! وأمس الثلاثاء، انطلقت الدورة رقم 20 للقرية العالمية، وها هي الآن واحدة من الوجهات السياحية المهمة في الشرق الأوسط، إذ تمكنت القرية العالمية من الصمود أمام كل العقبات، وتحولت مع الوقت إلى بوتقة للثقافات العالمية، وصارت منصة يقدم فيها العالم أجمل ما لديه من فنون وثقافات وأكلات وملابس وصناعات. القرية العالمية صارت وجهة سياحية عائلية بامتياز، تستطيع الأسرة أن تقضي فيها وقتها بأمان، بينما يجد كل فرد فيها ما يشبع رغباته ويلبي طلباته، وقدمت نموذجاً جديداً ومختلفاً للمشروعات السياحية التي ندعو إليها في كل وقت، مطالبين بالتنوع السياحي في المشروعات والأفكار. وبعد هذا النجاح والاستمرار أعتقد أنه قد حان الوقت لإعطاء الفرصة للأفكار الجديدة والمشروعات السياحية المبتكرة، بدلاً من هذا التكرار لمشروعات المراكز التجارية التي أصبحت نسخاً متكررة، بمتاجرها وأفكارها ومرافقها وفعالياتها نفسها، حتى صرنا لا نستطيع التفرقة بين هذا وذاك. لقد قدمت القرية العالمية في دبي النموذج الأفضل بين المشروعات السياحية في الفترة الأخيرة، واستطاعت بتطوير نفسها أن تحقق نجاحاً كبيراً يجب أن نشهد له جميعاً، ومرت بالعديد من مراحل الصعود والهبوط حتى وصلت إلى الشكل المثالي، وحتى وضعت نفسها في مصاف المرافق السياحية العالمية. ولقد تمكنت من اجتذاب الملايين خلال هذه السنوات الماضية، ولابد علينا وهي تقدم دورتها العشرين، أن نعطيها حقها، ونقدم التحية لكل من عمل وساهم وفكر في هذا المشروع السياحي الكبير.