عندما كنا نتحدث في الماضي عن المقاصد والوجهات السياحية في العالم، كانت الصورة الذهنية الأولى التي ترد على خواطرنا، هي الجبال الخضراء والوديان والسهول والطبيعة الساحرة، كنا دائماً نعتبر أن الصحراء ليست إلا مناطق قاحلة حارة ورمال صفراء لا تصلح فيها السكنى، أو راحة العيش..! هذه النظرة القديمة تغيرت وتبدلت الآن بشكل كامل، بعد أن اكتشفنا مؤخراً أنه كما ننظر إلى الجبال الخضراء والسهول والوديان بأنها هبة من الله، وأحد عناصر الجذب السياحي، ينظر السياح القادمون إلينا من هذه المناطق إلى الصحراء بالنظرة نفسها..! فهم يرونها هبة من الله، وطبيعة ساحرة، بما تملكه من هدوء وسكينة وصفاء يفتقدون إليها..! سنوات طوال كانت الصحراء ورحلات البر فيها بالنسبة لسكان الخليج جزءاً من تراثهم وعاداتهم، وكان استمتاعهم بالصحراء نابعاً من البيئة والموروث الثقافي، ولكننا لم ندرك إلا مؤخراً أنها ليست فقط نظرة فرضتها البيئة علينا، بل إنها هبة من الله، وهدية لنا. في الفترة الأخيرة ظهرت بعض المنتجعات الصحراوية في أماكن متعددة في الإمارات، لتشكل تجربة ومغامرة استثمارية سياحية، قام بها بعض المستثمرين الذين أنفقوا الملايين في مناطق صحراوية منعزلة، ونجحوا في إقامة منتجعات سياحية على أعلى مستوى من الخدمة والفخامة. وهذه المشروعات على الرغم من عدم وجود دعاية كافية لها، إلا أنها نجحت في استقطاب نوعية من السياحة الفاخرة التي تنمو بشكل كبير في صناعة السياحة العالمية. لقد استطاعت هذه التجربة أن تنافس مفهوم الإقامة في فنادق تطل على الشواطئ والأنهار والجبال والغابات، ويمكن القول، إنها تؤسس لمفهوم سياحي جديد يزداد رواده وعشاقه، فكما يعشق الناس إطلالة البحر والأنهار والجبال الخضراء، هناك الملايين من الناس التي تبحث عن إطلالة الصحراء، بما تملكه من هدوء وسكينة وراحة نفسية. ونجاح هذه التجارب يعني أننا نملك ثروة هائلة من المساحات الصحراوية الكبيرة والنادرة، وعلينا الاستمرار في استغلالها مع الحفاظ عليها، ووضع قوانين وشروط لاستخدامها وتنميتها، فهي بالفعل هدية وهبة من الله لنا وللأجيال القادمة.. وحياكم الله.