تنطلق بعد يومين بطولة كأس آسيا السابعة عشرة لكرة القدم على استاد مدينة زايد الرياضية وللمرة الثانية بعد البطولة الحادية عشرة 1996 بمشاركة 12 منتخباً والتي خرج فيها منتخبنا وصيفاً لها في المباراة المثيرة مع شقيقه السعودي بركلات الجزاء.
وتنطلق البطولة باللقاء الافتتاحي مع المنتخب البحريني الشقيق وأولى خطواته نحو تحقيق الحلم الآسيوي المنتظر بمشاركة 24 منتخباً، وكلنا أمل بأن يكون اللقاء طريقنا لبلوغ النهائي وسط تفاؤل الشارع الرياضي وأسرة الاتحاد بأن منتخبنا قادر على ذلك، وبغض النظر عن اللقاءات الودية التي سبقت البطولة والخروج من التصفيات التي أهلت لكأس العالم روسيا 2018 ولن يتحقق ذلك الأمل إلا ببذل الجميع جهوداً مضنية في الملعب من لاعبينا وقراءة لواقع كل اللقاءات من جهازيهم الفني والإداري لبلوغ الحلم المنشود.
الحكم على المنتخب وفقاً لنتائجه في المباريات الودية والاستحقاقات السابقة ليس مؤشراً في كرة القدم، فالبطل يولد من رحم البطولة التي سيخوضها لا على ما خاضه في بطولات سابقة، وهذا ما لمسناه من بعض المنتخبات في كأس العالم الأخيرة، وهذه حقيقة مر بها الكثير من المنتخبات في بطولات قارية ودولية ماثلة أمام الجميع وهذا لا يعني أن طريق البطولة مفروش بالورود، وعلينا أن نبذل من الجهد الكثير وبالإرادة والتضحية والعمل الدؤوب إذا ما أردنا معانقة المجد المنتظر.
وعلينا أن لا نستصغر المنتخبات المشاركة في مجموعتنا، وكذلك في المجموعات الأخرى، فكم من منتخب مغمور أطاح بأبطال القارة في الطريق إلى نهائياتها، وكم من صدمة خلفتها بعض المباريات التي كانت شبه مضمونة لدى البعض فكرة القدم لا تعترف بالتاريخ والإرث السابق، ولكن تصنعها المعطيات التي تسود تلك اللقاءات، وحجم البذل والعطاء في الملعب طوال شوطي المباراة وكل مباراة إلى اللقاء الختامي، فتجربة النسخة الحادية عشرة ماثلة في مسيرتنا الآسيوية.
لا لحسابات اللقاءات الودية التي رافقت مرحلة الإعداد ولا لنتائجنا في البطولات السابقة ولا فضيتها السابقة تضمن لنا الذهبية، ما لم نجتهد ونضحي في كل مبارياتنا، وتقف جماهيرنا بكل شرائحها خلفه لتحقيق الحلم الذي ننتظره وينتظرنا طيلة الـ 22 سنة الماضية من استضافتنا السابقة ومشاركتنا الأولى في النسخة السابعة بالكويت عام 1980.