منذ خروج منتخبنا من كأس أمم آسيا، والانتقادات والتجريح، وأحياناً الإساءة مستمرة من كل الأطراف، باستثناء الطرف الأصيل في المعضلة، وهو اتحاد كرة القدم الذي نأى بنفسه عن الردود المماثلة وتماسك لحين مناقشة الأمر مع الطرف الأصيل في القضية، وهي الجمعية العمومية، ولا بوادر ولامواعيد محددة لمناقشة الأمر.
الانتقادات شملت كل المنظومة الكروية من مجلس إدارة ولجانه المتعددة الفنية والقانونية والإدارية والتحكيمية والمسابقات، وحتى اللاعبين وكل من له علاقة بالمعضلة، وبدأ الكثير منهم قي لقاءاته وتغريداته بالنقد والانتقاد للخروج من البطولة، وكأن كل واحد منا يريد تسجيل موقف من الإخفاق، أو تسجيل موقف حتى ممن لا ناقة له ولا جمل في الحملة ضد كيان الاتحاد ورجالاته ولجانه.
ووصل الأمر لدى البعض إلى الإسراع في التشفي من المنظومة، وتسجيل موقف بتوجيه سهام الانتقاد، وكأنه يسعى لأن يحظى بنصيب من كعكة الانتقاد وقت توزيع الغنائم بعد استقالة الاتحاد أو سحب الثقة منه.. وإلا كيف نفسر انتقاد كل المنظومة الكروية دون تفريق بين اللجنة المسؤولة واللجان الأخرى في النقد والانتقاد والتسابق المحموم في هذا الاتجاه من الكل دون استثناء ممن يعنيه الأمر وممن لا يعنيه، لدرجة أننا ننتظر مساء وصباح كل يوم لنجد انتقاداً لاذعاً في وسيلة إعلامية ننتظرها، توجه سهام النقد والتجريح لمن أخلصوا في الجهد والبذل، ولم يحالفهم التوفيق.
نحن مطالبون في هذه المرحلة بالنأي عن الإساءة والتجريح وتصفية الحسابات.. مطالبين بمناقشة الأمر بإيجابية والجلوس معاً للخروج برؤية ونهج يعيدنا إلى الطريق، فما يطرح من المنتقدين لا يرتقي إلى وضع الحلول وتقويم المسار، فلنتعاون معاً لرسم خريطة الطريق لبلوغ الهدف، وهذا لن يتأتى إلا بالحوار وجلوس الأطراف ذات العلاقة، مع عدم إغفال الأفكار الأخرى.
وفي النهاية، كلنا معنيون بدعم منظومتنا الكروية بعيداً عن الإساءة والتجريح والمطالبات غير المنطقية، وألا نختزل إخفاق منتخبنا، وخروجنا من كأس أمم آسيا بما يتم تداوله عن ضرورة الإقالة أو الاستقالة وسحب الثقة، ولا أعتقد أن من يخلف المجلس الحالي يملك العصا السحرية لبلوغ الأهداف دون العمل المؤسسي والميداني، فالعمل في الساحة الرياضية يستوعب الجميع سابقين وحاليين، ومن يأتي بعدهما، ومسألة تواصل الأجيال في المنظومات الرياضية يجب أن يكون متأصلاً في مجتمعنا الرياضي بعيداً عن الإساءة والتجريح بكيان رياضي بحجم اتحاد كرة القدم.