ليس عليك أبداً اختزال الطريق في نهايته.. غالباً أجمل ما في الطريق تلك العثرات والترقب والانتظار الطويل على قارعة الأمنيات بحثاً عن «موضع أمل».. العمل يُتوج في تلك اللحظة الأخيرة، حين يصعد الأبطال على منصة التتويج.. لحظة قد تدوم دقائق، لكنها احتاجت إلى سنوات، ليصل الأبطال إلى هنا.. ليصل «المان سيتي» إلى السماء لينير كما يجب أن يكون، ليصبح القمر السماوي بحق، بعد عقود قضاها متفرجاً على غيره، وقضتها مدينة مانشستر تغلق أبوابها على ذكريات من تاريخ مضى.. كانت شحيحة ولم تكن تكفيهم في ليالي البرد الطويلة.
أمس الأول، حقق «المان سيتي» بطولته الثانية هذا الموسم، بالفوز بلقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، إثر تغلبه على إستون فيلا بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية التي شهدها ملعب ويمبلي، وهي المرة الخامسة في سبعة أعوام والرابعة في آخر خمسة أعوام التي يتوج فيها السيتي بلقب كأس الرابطة، وكان قد استهل ألقابه أمام ليفربول في كأس الدرع الخيرية بركلات الترجيح بداية هذا الموسم.
أحياناً نضن على أنفسنا بما نستحق.. نستحي أن نشير إلى إنجازاتنا، وأن نقول بأعلى صوت إننا فعلنا ما عجز عنه غيرنا، لكن تجربة المان سيتي تحديداً أوضح من أن نخفيها، فهي حديث العالم، وأبوظبي في القصة مصباح الأمنيات الذي حوّل أحلام مانشستر إلى حقيقة، وأعاد ناديها إلى الواجهة وأعاد الفرحة بعد غياب طال كثيراً.
لقب أمس الأول، كان الرابع عشر في حقبة أبوظبي.. أربع عشرة بطولة في أحد عشر عاماً، منها لقب دوري البريميرليج 4 مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين وكأس الرابطة 5 مرات، والسوبر أو الدرع الخيرية 3 مرات.. هذا ما حققه السيتي مع أبوظبي التي اختصرت الزمن، وكان قبلها قد حقق 12 بطولة في 115 عاماً كاملة، قضاها يبحث عن أبوظبي ربما وعن فارس الأمنيات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مالك النادي.
ليس هذا فقط ما فعله السيتي، لكنه الآن الأعلى قيمة في العالم بـ1.29 مليار يورو، قبل ليفربول الثاني بـ1.19 مليار يورو، وريال مدريد الثالث بـ1.08 مليار يورو، وبرشلونة الرابع بـ1.07 مليار يورو.
أضف إلى ذلك شعبية النادي التي تتصاعد يوماً بعد يوم، وتزهو حالياً بـ39 مليوناً على فيس بوك، وعلى «تويتر» 7.7 مليون متابع إنجليزي، و4.3 مليون مغرد عربي، و18 مليوناً على إنستغرام، و2.4 مليون متابع على «يوتيوب».. إنها دولة السيتي التي شيدناها في دنيا الكرة، وعاصمتها أبوظبي.
كلمة أخيرة:
الطريق إلى السماء.. يبدأ بتحقيق الأحلام وحصاد الأمنيات.