تحت شعار «المؤثرون يفوزون في سباق الاتصال».. تابعت على مدى يومين، منتدى الاتصال الحكومي الذي نظمه المكتب الإعلامي في حكومة الشارقة، وتنوعت مواضيعه هذه المرة بشكل كبير.
وأعتقد أنه كان ضرورياً جداً خاصة في هذه الأيام الصعبة على الكرة الأرضية كلها، وفي الوقت الذي تلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي دوراً، ينقسم بين بث الهدوء والتفاؤل، ومنح المعلومة الدقيقة، وبين بث الإشاعات والرعب والهلع بين الناس عبر رسائل «الواتس آب»، وفي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وأتحدث طبعاً عن فيروس كورونا الذي بات هاجس سبعة مليارات إنسان في هذا العالم.
فعندما يكون لمؤثر مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، أكثر من 200 مليون متابع على حسابه على «إنستغرام»، فهذا بالتأكيد يتجاوز عدد المتابعين في أهم المحطات التلفزيونية في العالم، مهما كانت كبيرة، ويتجاوز أهم الصحف ويتجاوز الإذاعات ووكالات الأنباء، فهو بكبسة زر قادر على أن يصل لمئتي مليون متلقٍ، وبالطبع تختلف الأرقام باختلاف المؤثرين ومتابعيهم ونوعية المتابعين، وبالتالي فلكل شخص منا منصته الإعلامية الخاصة به، والتي يكون هو فيها رئيس تحريرها ومخرجها وبطلها الأوحد والأخطر، إنه هو من يقرر نوعية الخبر أو الكلام أو المعلومة التي يريد نشرها لمتابعيه، وهي ليست بالضرورة معلومة موثقة، كما يحدث في وكالات الأنباء ونشرات الأخبار المحترمة.
وعندما نقول (المؤثرون يفوزون في سباق الاتصال)، فهذا يعني أن نعرّف من هو المؤثر ومن يستحق أن ينال هذه الصفة، رغم أن «السوشيال ميديا» قرار شخصي وفردي، ولا يمكن التحكم بمزاجيات الناس وتوجيههم لمن يتابعون، ولكن يمكن محاسبة (المؤثر) على نشر معلومة مغلوطة أو التهجم على الآخرين، وبالنسبة لعبارة يفوزون، فبالفعل باتت «السوشيال ميديا»، هي المكان الأول لمعظم الناس، يستقون منه أخبارهم لسهولة الوصول إليها عن طريق الجوال، وأينما كانوا بدل انتظار مواعيد نشرات الأخبار، ولهذا بات لكبريات المحطات الإخبارية حسابات على «تويتر» تعطينا المعلومة أولاً بأول..
في قناعتي الشخصية، أن أي مجتمع واعٍ ومتعلم في غالبيته صعب أن ينجر وراء معلومة مضللة، أو خبر يبدو مبالغاً فيه أو كاذباً، لأن المتعلم لا يمكن التلاعب بعقله بسهولة مثل الجاهل، ولهذا أرى أن التعليم هو السلاح الأول والأمضى في مواجهة وسائل تواصل اجتماعي، موجهة أو عبر أشخاص لهم أجنداتهم الخاصة.
العلم والثقافة هما الحل.