عاشت الأسواق العالمية كابوساً حقيقياً خلال الأيام القليلة الماضية، فتدهورت كافة المؤشرات سواء في النفط أو البورصات حول العالم، وسجلت مختلف الأسواق المالية انخفاضات قوية بصورة لم تعهدها منذ سنوات طويلة.. فهل هي تلك الأزمة التي كان يتحدث عنها بعض الاقتصاديين... أزمة 2020؟
بالتأكيد هناك أسباب وراء ما يحدث، قد يعجز عن رؤيتها الكثير من المحللين والمختصين في الشأن الاقتصادي، ولكن الأهم في مثل هذه الظروف بالنسبة للمستثمرين هو التمسك بالقواعد والأصول الاقتصادية، وعدم الانسياق وراء موجات الخوف التي كبدت مختلف الأسواق حول العالم خسائر ضخمة قد تحتاج الكثير لتعويضها.
وبالنسبة لأسواقنا المالية المحلية، فلا بد أيضا أن نرجع إلى تلك القواعد التي كنا نسمعها في سنوات ماضية، مثل النظر إلى واقع وأداء الشركات، وواقع الاقتصاد العام للدولة، إلى جانب مكررات الربحية والعوائد المتوقعة من الاستثمار... وكلها إيجابية، وفي المقابل فما رأيناه من تهافت على البيع في مختلف البورصات العالمية، هو خير مثال على ما يسميه المختصون في شؤون البورصات بـ «سياسة القطعان»، وهو سلوك لا يسلكه المتمرسون في الاستثمار ومن يمتلكون القدرة على استغلال الفرص.
ما حدث في الأسواق العالمية وترك أثره على أسواقنا أشبه بالعاصفة، لكنها عاصفة مؤقتة، وفي مثل هذه الظروف يظهر من يمتلك البصيرة ويعرف متى وكيف يدخل للاستثمار، فالحصول على أسهم ثمينة بسعر ممتاز أصبح متاحاً في هذا الظرف «المؤقت» لكن ذلك لن يستمر للأبد، ولا شك أن المؤسسات الاستثمارية الناجحة ستدخل في لحظة ما للحصول على أفضل الأسهم بأفضل الأسعار.
الإجراءات التي اتخذتها هيئة الأوراق المالية والسلع وإدارات الأسواق المالية المحلية هي إجراءات إيجابية بلا شك، ولكن الأهم هو القدرة على استغلال الفرص في أصعب الظروف، فكم من تحديات اقتصادية عالمية عاصفة، تحولت هنا على أرض الإمارات إلى فرص مثمرة تحققت منها نجاحات مميزة، نعم إنها تلك الرؤية التي يمكن بها تحدي أصعب الأزمات وتجاوزها وتحويلها إلى فرص للنجاح، تلك الرؤية موجودة هنا في الإمارات، وستؤتي ثمارها في حينها.. ويبقى السؤال الأهم: هل ستكون 2020 سنة أزمة عالمية.. أم سنة فرص عالمية؟