ما أشبه اليوم بالبارحة، ونحن في شهر مارس 2020 كأننا عدنا من جديد إلى ديسمبر العام الماضي عندما تمت إقالة المدرب الهولندي فان مارفيك على يد اتحاد كرة القدم السابق، القضية اليوم أشبه بما حصل في السابق رغم الاختلاف في الظروف، فلا يوجد فشل الآن، «الأبيض» لم يخض أي مباراة من الأصل، ولكننا وبحكم «كورونا» عدنا 3 أشهر إلى الخلف، ولابد من الاختيار والدخول في مهمة صعبة على الاتحاد الجديد، والذي أشرف على حلها عندما كان متمثلاً باللجنة الانتقالية.
القرارات الأخيرة من قبل الاتحاد الآسيوي والدولي التي نصت على تأجيل مباريات التصفيات في شهر مارس، ويمكن ترحيلها إلى يونيو، على أن يتم تأجيل مباريات يونيو إلى سبتمبر أو أكتوبر، وضع اتحادنا في مأزق يخص عقد إيفان يوفانوفيتش مدرب منتخبنا، فالمدرب كما يعلم الجميع أنه جاء بـ«عقد طوارئ»، ومدة التعاقد ستنتهي في يونيو، أي بعد خوض المباراة الأخيرة أمام فيتنام في التصفيات، والخطة التي وضعتها اللجنة الانتقالية حينها كانت تنص على أن يخوض المدرب مباريات التصفيات، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكل حادث حديث.
حسناً، الحادث قد أتى اليوم، ولابد لنا من الحديث، فقد تسبب تفشي فيروس كورونا في تأجيل المباريات التي كان سيخوضها إيفان، وكان مقرراً أن يخوض مباراة ودية في معسكر مارس أمام طاجيكستان قبل خوض التصفيات، ولكنها ألغيت، وتم تغيير موعد المعسكر إلى 23 مارس من دون خوض مباراة، ولنتمعن في الأمر، فإن المدرب ستنتهي مهمته «على الفاضي»، أو لنقل إنه سيخوض مباراة واحدة في التصفيات إذا ما ترحلت مباريات مارس إلى يونيو.
نحن الآن أمام حلين لا ثالث لهما، إما أن نبحث عن مدرب جديد لإكمال التصفيات، أو نمدد التعاقد مع مدربنا، ومن دون الحديث عن استحقاقه من عدمه، ولا نحتاج لترشيح أسماء جدد أو خيارات أخرى يمكن أن تحل بدلاً عنه، فمنذ إقالة فان مارفيك عشنا الوضع نفسه، ولكننا نمتلك الأفضلية الآن في الوقت، والأقرب هو الإبقاء على إيفان حتى لا نكرر بعض الأخطاء السابقة، ونبحث عن اسم عالمي يأتي ليضيع وقتنا ووقته.
المهمة بالأساس صعبة على منتخبنا، وفي التاريخ الحديث لـ«الأبيض» شبه مستحيلة، الأمر لا ينتظر وجود مدرب جيد إذا ما أراد اللاعبون تحقيق ذلك فسنحققه حتى من دون مدرب، لكن لنستمع لصوت العقل، بقاء يوفانوفيتش هو الحل الوحيد، نجح أم لم ينجح، فهذا أمر وارد في جميع الظروف، فمن منا لم يفكر بأنه سيفشل أو سينجح، وهو ما ينطبق على أي مدرب يمتلك «سي في» أم لا؟، في الختام لابد من سرعة الاختيار.