قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً ارتبطت حياتي العملية بصحيفة «الاتحاد»، هذه الملكة المتوجة التي كانت تمضي في سنواتها الستة عشر الأولى، نحو تأكيد حضورها في بلاط صاحبة الجلالة الكبرى (الصحافة)، كانت ترفع الشراع وتسير برائحة المكان كله، البلاد كلها، تصر على إنجاز الآمال والأمنيات في عهد المؤسس الكبير لدولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي وضع ثقته في هذه الملكة الفتية صحيفة «الاتحاد» بأن تكون حاملة للآمال والطموحات والتطلعات لدولة الإمارات وشعبها.
***

صحيفة تصنع الأمل، تحمل هموم الناس والمعضلات على السطح لتعكسها في مرآتها، جاعلة دورها مسانداً ومكملاً لدور القيادة في تيسير الحياة وتطويرها. ومساهمة في تشكيل الوعي الجمعي، وتأكيد الحب والانتماء للوطن عبر حضورها الدائم في كل أرجاء البلاد؛ في البر تواجدت، في الساحل والصحراء والريف والجبل.هكذا عرفتها، وهكذا عملت في بلاطها منذ ربيع العمر، الذي أحبها وشهد الكثير من تبدلاتها؛ العمر الذي شهد فيها من أخلص وأفلح، ومن لم يكن أهلًا حتى بالاقتراب منها.
***

سنوات كانت فيها «الاتحاد» وما زالت تعمل من أجل الوطن، ولم تنقطع عن العالم، كانت في زمن قوة الورق من كبريات الصحف العربية حضوراً في مراكز الأحداث، فيها مر جيل مؤمن بالقضايا الكبرى، مؤمن بالوطن والقيادة التي كانت الوحدة ثيمتها الكبرى. وكذلك الفكر والفن والثقافة، حيث كانت حاضنة منذ سنواتها الأولى للفن والإبداع، عبر صفحاتها المفتوحة للنشاط والمتابعات ونشر السجال والاختلاف الثقافي المثمر.
***

هكذا كانت هذه المعشوقة، البيت الذي كبرنا فيه وكبر بنا، 50 عاماً يا سيدتي وأنت نجمة، وأنت الارتباط العميق رغم كل الذي مر والذي سيمر.أنت بروحك الكبيرة وقلبك الذي أحببناه على مدى العمر.. تزرعين الوردة لنا ونعرف أين يمكن أن نشم عبيرك وننتشي، قربك، قرب نجمة الخمسين التي تتزينين بها، نرفع لك المحبة ونمضي معك إلى آفاقك الجديدة، وأنت تكرسين زمناً جديداً في عهد الصحافة المحلية.