كم نحن محظوظون في هذا الوطن الغالي بما أنعم الله علينا به من نعم، ومن أعظم وأكبر هذه النعم أن سخّر لنا قيادة رشيدة حكيمة تصل الليل بالنهار لإسعادنا والأجيال القادمة. تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتأكيداته خلال «برزته» الأسبوعية، أمس الأول، عن جهود القيادة لضمان إمدادات الغذاء والدواء لأبنائها الدولة واعتبارها «خطاً أحمر» تمثل واحدة من صور النعم التي نتحدث عنها في إماراتنا الغالية ويغبطنا عليها الآخرون.
وفي اليوم ذاته، كان المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وبتوجيهات من سموه يزف لنا البشارات الطيبة بإطلاق 16 مبادرة تحفيزية للاقتصاد الوطني ضمن حزمة حوافز خاصة كان عنوانها الأبرز أن تدخل حيز التنفيذ الفوري.
وقد شملت تلك المبادرات جملة من الحوافز التي تضمنت إعفاءات من رسوم محلية، وإلغاء بعضها وتخفيض أخرى بنسب كبيرة، إلى جانب تخصيص خمسة مليارات درهم لدعم المياه والكهرباء للمواطنين والقطاعات التجارية والصناعية، ومراجعة برامج الإقراض لدعم الشركات المحلية، وتسريع الأعمال ليتم دفع جميع الالتزامات الحكومية للشركات خلال خمسة عشر يوم عمل، وكذلك دعم القطاع السياحي باسترداد نقدي يصل حتى عشرين بالمائة لقطاعي المطاعم والسياحة والترفيه، وإلغاء الرسوم السياحية والبلدية لقطاعي السياحة والترفيه حتى نهاية العام.
كما حظي قطاع أسواق المال بدعم غير مسبوق بتخصيص مليار درهم لتأسيس صندوق صانع السوق لتوفير السيولة، وإيجاد توازن مستمر بين العرض والطلب على الأسهم.
مبادرات وعروض وقرارات تحفيزية تجسد تفاعل القيادة مع التطورات التي تشهدها الساحة والأسواق بصورة عامة جراء التداعيات العالمية التي تشهدها أسواق العالم بصورة متسارعة خلال هذه الفترة الدقيقة التي يمر بها العالم.
جهود ومبادرات عظيمة تعبر عن حكمة في مواجهة التحديات وتطويع الظروف، والتعامل معها بحنكة تكشف الاستعدادات المبكرة وتوظيف الإمكانيات والطاقات بصورة كفؤة أذهلت العالم الذي تعثرت العديد من بلدانه بما فيها الصناعية المتقدمة في تقديم حلول عاجلة وإيجابية في تعاملها مع انتشار فيروس كورونا وتداعياته على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن الصحية.
جهود ومبادرات تتم في صمت ودون ضجيج تعبر عن الثقة التامة واليقظة العالية في مواجهة التحديات، ومع هذا تجد من يهلع ولا يكتفي بالاستماع لإشاعة من هنا وهناك، بل ويساهم في ترديدها كالببغاء.