الحياة مليئة بالدروس والعبر، ودوام الحال من المحال، هذا ما رسخه فينا وباء الكورونا الذي اجتاح العالم، وتجاوز عدد مصابيه 380 ألفاً، وضحاياه أكثر من 17 ألفاً، ومازال ينتشر أفقياً وعمودياً، واستنفر العالم بأسره، بحثاً عن علاج سريع وفعال له، فقد ألقى بكابوسه على كل الأنشطة والفعاليات، وشل العديد منها، خاصة الرياضية التي ساد صمتها مختلف الألعاب في أرجاء العالم كافة، وقلصت عدد صفحات ملاحقنا الرياضية، وبرامجنا التلفزيونية والإذاعية، لدرجة أنسانا مواقف أنديتنا في جدول المسابقات المختلفة، وبات مصير بعض البطولات مجهولاً، وهل ستتأجل لبضعة أشهر، أم ستلغى، وما مصير أبطالها أو متصدريها، قبل الإعلان عن توقفها، أسئلة كثيرة حائرة، تنتظر الإجابة في القادم من الأيام، أهمها الحدث الرياضي القريب جداً، وهو أولمبياد طوكيو 2020 الذي قد يؤجل إلى 2021، بعد أن أعلنت بعض الدول عدم المشاركة، إلا أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ، لم يحسم أمرها بعد، رغم الحديث عن التأجيل.
أما محلياً، فما زال الوقت مبكراً، لحسم أمر مسابقاتنا، أمام تساؤلات المعنيين باستئنافها، أو الإعلان عن إلغائها هذا الموسم، وكيف تحسم أمرها، سواء بتتويج المتصدرين، أم إلغائها هذا العام، فكل الخيارات مطروحة، وحسمها سيكون بيد الاتحادات، وإن دعت الأمور لأخذ رأي الجمعيات العمومية بشأنها.
ودعوة المكوث في البيت التي أطلقتها الدولة، شملت الجميع، موظفين وطلبة ورياضيين، حرصاً منها على سلامة المجتمع، والحملات الإعلامية التي أطلقها كل في مجاله، تحمل معاني سامية، وتكاتفاً من الجميع، لتجاوز هذه المرحلة العصيبة، وتفادي انتشار وتفشي الفيروز، بالمسؤولية المجتمعية، ودور كل فرد منا في القيام بواجباته، لتفادي انتشاره، بل وحصره، وهنا تكمن مسؤوليتنا في ذلك، ولنكن صفاً واحداً مع توجهات دولتنا، للخروج من محنتنا، ونحن أكثر تماسكاً وتلاحماً في مثل هذه المواقف، وواجب تمليه علينا ضمائرنا أولاً وأخيراً.
ولنكن بمستوى المسؤولية في هذا الموقف، وكل المواقف التي تواجهنا، لأننا في دولة الأمن والأمان، ومسؤولياتنا تحدد السير على هذا النهج، ولن نحيد عنه، حفاظاً على وطننا وأبنائنا والمقيمين بيننا.
ودروس الكورونا كثيرة، صحية واقتصادية وسياسية، وهذا وقت التوحد لمحاربته، بالحرص على سلامة المجتمع، بإيقاف أو إلغاء بعض أنشطتنا التي نعشقها، وصحة مواطنينا والمقيمين بيننا، تفرض علينا واقعاً مغايراً لم نألفه، ولكن لابد من تعاضدنا لتجاوزه.