أمس الأول وقبل إعلان تمديد الإغلاق، ومع ما ذكر من قرار لوزارة الموارد البشرية والتوطين بإلغاء نظام العمل عن بعد لستة عشر قطاعاً صناعياً وخدمياً على مستوى منشآت القطاع الخاص، تابعنا صوراً ومشاهد من مواقع شملها القرار أو لم يشملها ولكن القاسم المشترك بينها، غياب الوعي والإحساس بالمسؤولية والافتقار لثقافة الانضباط بالأنظمة والقوانين المتبعة.
نتفهم دوافع القرار الذي جاء للتخفيف من الضغوط وتداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19) ولكن البعض أساء الفهم للغاية من الخطوة واعتبره عودة عن الإجراءات والتدابير الاحترازية وفي مقدمتها إغلاق المراكز التجارية ما عدا الجمعيات ومراكز التجزئة والصيدليات.
رأينا محال تفتح أبوابها والذين يقبلون عليها لا يراعون أبسط التعليمات الصادرة للوقاية، وبالذات المحافظة على التباعد الجسدي وارتداء الكمامات اللذين تعززت الدعوة إليهما خلال الإحاطة الإعلامية أمس الأول، بحسب ما ذكرت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدثة الرسمية للقطاع الصحي.
شاهدنا تدافع البعض في المحال والصرافات التي فتحت أبوابها، ولا التزام بالتباعد الجسدي ولا حتى أبسط قواعد الصحة والسلامة والنظافة. في بعض محال السوبر ماركت الكبرى تشاهد العديد من المقيمين كأنما الواحد منهم على شاطئ البحر، وإلى جانب افتقار هذا البعض للاحتشام يفتقر للالتزام بالتعليمات التي ذكرناها وتمثل أبسط صور حرص الإنسان على صحته وسلامة غيره من المحيطين به سواء في بيته أو في المجتمع.
من المشاهد في تلك المراكز والبنوك ومحال الصرافة والجمعيات، ضعف دور رجال الأمن الخاص (السكيورتي) وتباين أداؤهم وتعاملهم مع الجمهور في هذه الظروف، حيث نجد البعض يتعامل بجدية تامة ويلزم القادمين إليها -أي ـ للمحال والمراكز- بالتدابير المتبعة، وبالأخص مسألة التباعد الجسدي، بينما نجد آخرين من «السكيورتي» لا يعيرون الأمر اهتماماً، وتتشتت المسؤولية عن ضبط الأمور بين إدارات المراكز التجارية وشركات الأمن الخاص المتعاقدة معها.
تجاوز هذه المرحلة الدقيقة من مراحل التعامل مع فيروس كوفيدـ19 يتطلب تعاوننا جميعاً، تعاون لا يحتاج منا سوى الوعي بخطورة المرحلة وإدراك المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وتتطلب الانضباط التام والكامل بالإرشادات والتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة وخطورة عدم الالتزام بها، ونحن نشاهد من شاشات الفضائيات الحالة الصعبة التي وصلت إليها العديد من المجتمعات في دول عظمى ومتقدمة.
الأمر المطلوب ببساطة «خلك في البيت».. و«ملتزمون يا وطن».