عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن رؤية راقية ونهج إماراتي متفرد في الاعتناء بالصحة باعتبارها اعتناء بالإنسان، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البشرية بسبب تفشي جائحة كورونا أو في غيرها، وذلك عندما غرد سموه قائلاً «بقي العالم لسنوات يتجادل.. من يقود الآخر، هل تقود السياسة الاقتصاد؟ أم الاقتصاد يقود السياسة؟ من العربة ومن الحصان؟ واكتشفنا في زمن الكورونا.. أن الحصان وعربته تحملهما الصحة.. وتقودهما مرغمين حيث تريد.. وأن السياسة والاقتصاد يتقزّمان أمام فيروس يجعل دهاة العالم في حيرة وخوف وتيه!».
تغريدة تحمل في طياتها رسالة الإمارات للعالم أن يَتحدَ ويتضامن في مواجهة الجائحة التي غيرت وستغير كثيراً من المفاهيم والتحالفات على مختلف الأصعدة.
قبل ذلك كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أكد ذات الرؤية الإماراتية الاستباقية دائماً، عندما قال سموه إن: «التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار»، رؤية تؤسس لنظام دولي جديد، ولمرحلة جديدة من العلاقات بين الدول والشعوب، يكون المحور الإنساني أساسها.
شاهدنا وتابعنا حتى قبل مرور مائة يوم على تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، كيف تغيرت التحالفات وتحول الأصدقاء إلى أضداد يتبادلون الاتهامات، ويروجون لنظريات المؤامرة، وأبعد من ذلك ظهر «قراصنة جدد» يستولون على إمدادات غيرهم من أجهزة التنفس والكمامات الطبية وغيرها للتغطية على العجز الذي وجدوا أنفسهم فيه، وانهيار نظامهم الصحي المغلف بهالة من صنع آلاتهم الدعائية والإعلامية، وبعد أن أصبح العلاج وتوفير الرعاية الطبية انتقائيين بتطبيق «طب الحروب»، بل وظهرت دعاوى عنصرية مقيتة لجعل بعض الأعراق حقلاً للتجارب ليعيش «العرق الأرقى»!.
في الإمارات، ولله الحمد والمنة، كان المشهد مختلفاً ومغايراً تماماً، ففي الوقت الذي شاهدنا فيه دولاً تعتذر عن استقبال رعاياها المتناثرين بالآلاف، كانت رحلات «الإمارات وطن الإنسانية» تنقل العالقين من أبناء الإمارات، ومن الأشقاء والأصدقاء حتى أولئك الذين تقطعت بهم السبل في مسقط رأس الفيروس مدينة ووهان الصينية، وتحمل الرحلات أيضاً الإمدادات والمعدات الطبية من أجل أن يحيا الإنسان أينما كان.