مُدهشة، مُثيرة وصاعدة مثل نجم، أبوظبي المسار الذي قطع الدروب سريعاً ومضى مثل شهب، العمر قصير بين ظبي يقطع الجزيرة عدواً منذ التاريخ القديم حتى تحول إلى سراج وقمر يضيء الرمل الأبيض، وطيف لا يسابقه شيء في العدو نحو المستقبل حاملاً غصن قرم ثم باقة ورد تعطر الفيافي والبلاد البعيدة رحمةً وعطفاً وعطاءً، أبوظبي يعرفها «ناسي وجماعتي» الذين قطعوا الدروب الطويلة من الياسات وحتى ليوا ومروراً بأرض الظبي واستقراراً في أم سقيم. مثل طيف تأتي الصورة القديمة وذاكرة على الرغم من ازدحام الأيام ومرور الوقت واختلاف كل شيء سريعاً، ولكن صورة واحدة ما زالت في ذهني، في إحدى الزيارات البعيدة جداً لجماعة «لنا والأهل» الذين يفصلهم عن القصر القديم من جهة الغرب شوارع صغيرة؛ كان الحصن القديم مثل مركز عقارب الساعة، هو وحده الذي يتحكم في الأمن والناس تدور حوله في حب ومودة وولاء، وحتى البطين يمتد الرمل الأبيض الناصع في تعبير صادق عن صفاء السريرة وبياض القلوب التي نبتت على جزيرة الحب، وهناك بعض النخيل (العوان) التي خرجت إلى السماء وكأنها تحمل حلم من أخذ المدينة إلى عالمها الوردي الجميل بعد زمن لا يتجاوز الثلاثين عاماً. كنت مع بعض الأهل، دخلنا مع الأعداد الكبيرة التي تتقاطر على مدينة الحب والعطاء والتي لا يعود منها الإنسان القريب والغريب إلا محملاً بالود والرضى والمحبة فما بالك بالذي ينتمي إليها قديماً وحديثاً، زيارة للأهل والمدينة، انقطعت فترة طويلة كبرت المدينة، بل أصبحت أجمل المدن وأكثرها حباً ومودة للإنسان والبيئة والحياة المتجددة، وهذا ما يفرحنا جميعاً. بالأمس شاهدت فرحة وفد الإمارات بإنجازه الكبير وجهده العظيم بأن تكسب أبوظبي سباقاً صعباً في أن تكون مدينة «إيرينا» في عاصمتنا الحبيبة، وكأن العرض الذي شاهدناه أول مرة يؤكد أن أرض الحب والجمال والخير ما زرعت غير أزهار وورد على كل الدروب التي سارت عليها وما بخلت في تعطير الناس والفضاء غير رائحة العود والصندل والورد، تماماً كما سار من سبق هؤلاء، «الشباب» الذين قادوا مسيرة أن تظل أبوظبي شمعة ووردة تزين الطرقات والدروب الطويلة، سلاماً وحباً لأبوظبي الجميلة. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com