إذا رأيت عموري يتألق ومبخوت يسجل، وأحمد خليل يمرر، والأبيض يبدو كالبحر مداً وجزراً، فلا تسأل عن السبب.. من تابعوا هذه النخبة يعرفون لماذا.. لأنه منتخب الأشقاء.. كله عبدالرحمن وخليل والحمادي ومبخوت والكمالي والبقية.. كلهم أسرة.. كبيرها العلم ومردها الوطن وهواؤها يذهب إليهم هناك من أرض زايد نسائم للأمل والأحلام الممكنة. أتدرون كم قضى معظم هؤلاء اللاعبين مع بعضهم ومع مهدي علي.. قضوا معاً حتى الآن قرابة العشرة أعوام، منذ أن كانوا في مرحلة الناشئين، ثم جيل الشباب المظفر الذي حقق للإمارات أول بطولة على صعيد آسيا، واليوم هم أيضاً معاً في مهمة جديدة وحلم جديد. إن سألت عموري عن سر تألقه ومبررات لقب الأفضل الذي يداعبه، بعد أن أصبح حديث البطولة ستجده يحدثك عن علي وأحمد، ويتجاهل نفسه وإن سألت مبخوت عن سر الهدف وكيف تأتيه الكرات وهو مغمض العينين سيحدثك عن عمر وأحمد.. هكذا هم فرسان المائدة المستديرة.. الكل في واحد والواحد في الكل. عديدة هي المكاسب التي يحققها الأبيض في أستراليا.. ها هو عموري نجم النجوم وتخصص له قناة فوكس 4 حلقة للحديث عن موهبته ورصد حركاته وسكناته، وهذا علي مبخوت مع هدافي البطولة الآسيوية بثلاثة أهداف والطريق مفتوح أمامه للمنافسة على اللقب إن أكملنا المشوار بإذن الله، ومهدي علي بين الكبار في المنطقة الفنية، وقبل وبعد كل هؤلاء يقف الأبيض لأبنائه في الصدارة ينشد الطريق لمجد يستحقه. تلك الأسرة هي السر.. هذا التوحد خلف الراية وخلف الأمل هو أكسير الحياة والنصر والأمل.. كل المنتخبات لديها علم ووطن وكثير أيضاً من لاعبيها كانوا في المراحل السنية معا لكن حال الأبيض ورجال الأبيض يختلف.. هم «ربع» في الملعب وفي المجالس وفي الأندية حتى إن اختلفت.. إن تلاقى اثنان في مباراة وكل منهما في فريق لا تدري كيف يكون الضد معاً.. كيف يفرحان معاً ويحزنان معاً. يستحق عموري التهنئة على المستوى الاستثنائي الذي يقدمه وعلى هذا الاحتفاء بموهبته في الأراضي الأسترالية والذي استند للأرقام والإحصائيات عن كل لمسة وتمريرة وتصويبة ولكن عليه، وعلى مدربه أن يلتفتا أكثر لسلبيتين ساقهما الخبراء للتخلص منهما إن كنا نريد الاحتراف ونحن أيضا نريده..وهاتان السلبيتان هما اللياقة والقدرة على اعتياد العيش في أوروبا والحمد لله أن أمرهما سهل فالأهم لديك يا عموري.. لديك الموهبة ولديك الإرادة وهما مفتاح الطريق إن شاء الله. كلمة أخيرة إنكار الذات طريق الإنجازات والحب لا يقف في طريقه شيء‏?